سواء برأت المحكمة قاتل الطفلة لمى أو لم تبرئه، أو أنها لم توجه إليه تهمة القتل من الأساس، فهذا لن يغير الحقيقة التي لا تقبل الشك، وهي أنه "قاتلها"، حتى لو ابتكر محاميه مئات الألفاظ التي تهدف إلى تضليل الوعي على شاكلة "الإسراف في التأديب"، هذا الإسراف الذي وصل إلى القتل، فسيبقى ما حدث شكلا من أشكال العنف الأسري الذي تم تفتيته إلى أجزاء صغيرة، وتسمية كل جزء بمسمى مختلف، ليتضاءل الجرم، ويضيع الحق، وكان ينبغي أن يسمى "الإسراف في التعذيب"، وهو ما يمارسه بعض الأشخاص بالفعل تحت مظلة التأديب ومسمى الأبوة الفارغة، ككثير من حالات العضل والإهمال والتسلط والقهر والقتل.

هؤلاء الآباء في أحسن حالاتهم مرضى أو مختلون عقليا، ويجب ألا تترك لهم الوصاية على أطفال صغار أو فتيات عاجزات، وأضم صوتي إلى صوت الزميلة بدرية البشر في المطالبة بتقديم العلاج المناسب لقاتل الطفلة لمى قبل خروجه من السجن، حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى مع ضحية أخرى، وتحت عنوان آخر، وحتى لا يتهاون البعض ممن نزعت من قلوبهم رحمة الأبوة، فيلجؤون إلى "الإسراف في التعذيب" ما دامت البراءة مضمونة.