لو كان الأمر بيدي، لمنعت المواطنين من مناشدة الوزراء والمسؤولين على صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي، ولأوقفت شلالات مياه الوجوه المراقة خلف أحرف خطابات المناشدة والتوسل، ولطلبت من الكثيرين الكف عن الاستجداء، لكن ماذا يفعل من يئن تحت وطأة الحاجة أو الألم؟ وماذا يفعل من حاصره طوفان الظروف السيئة حد الغرق؟ ماذا يفعل سوى التعلق بقشة هذا المسؤول أو ذاك متوسلا وراجيا؛ من أجل زرع الأمل والفرحة في قلب قريب أو حبيب، حتى إذا استجاب مسؤول لمناشدة أحد المحتاجين سالت الأحبار والكلمات مدحا وثناء.. بالرغم من أن هؤلاء المسؤولين لا يعطون المناشدين من مالهم الخاص، ولا يمنحونهم إلا بعض ما وهبته بلادهم لهم من حق أو امتياز.