جميعنا يعلم ويعي أن مشكلة المخدرات أصبحت من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة إلى محاربتها والقضاء عليها، ولسنا بمنأى عن تلك المشكلة، فقد أصبح من المعلوم والجلي للأبصار أن هناك حربا ضروسا تدور رحاها ومعاركها في الخفاء، وأحيانا في وضح النهار يقودها أعداء الإنسانية والبشرية على حد سواء، ويشعل نارها ويؤججها ويغذيها الجشع والحقد والكراهية، وأعني حروب المخدرات التي في الغالب ما تختار وقودها من صفوة الأمم من الشباب والشابات.

فالمخدرات والمسكرات والخمور معروفة وموجودة من قبل نزول الإسلام، وكانت منتشرة في الجاهلية، فلما جاء الإسلام حرم تعاطيها والاتجار بها، وأقام الحدود على متعاطيها ومستخدميها. ولقد أكد العلم أضرار المخدرات الجسيمة وآثارها العظيمة سواء على متعاطيها أو على مجتمعه الذي يعيش فيه، فمن أضرارها الجسمانية والصحية إلى أضرارها النفسية والعقلية على المستخدم، مرورا بأضرارها الاقتصادية والمادية على المستخدم والمجتمع على حد سواء، كما أن المخدرات تنزع من صاحبها الحياء والغيرة وغير ذلك من الأضرار الصحية والعقلية للشخص المدمن على تناولها كالاضطرابات العقلية، ونوبات الصرع والهذيان المتكررة، والترنح الدائم، وعدم التوازن والاتزان، فالمدمن دائما ما يكون متقلب المزاج متسما بالعصبية الدائمة والمستمرة.

ومن آثار المخدرات السيئة والسلبية على المجتمعات أنها تشجع متعاطيها على ارتكاب الجرائم من قتل وسرقة ونهب واغتصاب، فنجد أن القاسم المشترك بين مرتكبيها هو أنهم من مدمني المخدرات.

فقد حرم ديننا الحنيف الخمر الذي يعتبر أبا المسكرات والمخدرات، فقال عز من قائل (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).

لذا وجب علينا ألا نقف موقف المتفرج مكتوفي الأيدي في محاربة هذه الآفة الخطيرة، بل يجب علينا أن نشارك بكل ثقلنا وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانات مادية ومعنوية لمحاربة المخدرات، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

نعم نحن مستهدفون من أعدائنا وأعداء الأمة بإغراق شوارعنا وكلياتنا ومدارسنا ومنتدياتنا وحتى أسواقنا الشعبية بالمخدرات، لإفساد عقول شبابنا من الجنسين وجعلهم معاول هدم لا معاول بناء في مجتمعاتهم وعقيدتهم، إن إغراق مجتمعاتنا بالمخدرات لهي مؤامرة دنيئة تستهدفنا وتستهدف استدراجنا إلى حروب مهلكة تستهلك طاقاتنا ومواردنا البشرية والفكرية والمادية، لكن بتضافر الجهود ا?سرية والتربوية والتثقيفية والتوعوية، وبمزيد من الإيمان بالله تعالى سيتم القضاء بمشيئته تعالى على آفة المخدرات.