لو قال أحدهم يوما إن الذهاب إلى المريخ سيكون أسهل وأقرب من الرياض، ما ترددت لحظة في وصفه بالجنون، لكن حالياً لا مانع لدي من مشاركته ذلك الوصف!

فقبل عامين ونصف كتبت صحيفة محلية تبشر بأن "السعوديين سيسافرون بالقطار العام المقبل"، مؤكدة أنه سيكون بإمكانهم منتصف العام 2014 السفر من الوسط إلى الشمال والشرق عبر شبكة القطارات التي يجري إنشاؤها. "العام المقبل" هو الآن "العام الماضي" ولم نسافر بعد بالقطار!

هناك ما هو أكثر إثارة، حيث كتب أحد القراء تعليقا ربما كان خياليا حينها، لكنه الآن أقرب إلى الواقع. يقول فيه "إذا سكن الأميركان المريخ، حينها سيكون المشروع في مراحله الأخيرة"!

كنت أقرأ ردودا تنتقد ذلك التعليق وتصفه بالتشاؤم، ولو كان بيد المنتقدين العودة الآن إلى ما كتبوه لقالوا إن صاحب التعليق أسرف بالتفاؤل، عندما ربط إنجاز مشروع القطار بهجرة الأميركان إلى المريخ، إذ تحققت نبوءته وأصبحت أقرب للحقيقة. فالأميركان قاب قوسين أو أدنى من الذهاب للمريخ، بينما ما زال البعض يردد منذ فترة ليست بالقصيرة أن مشروع القطار في "مراحله الأخيرة"!

فقد انتهت الشركة الهولندية القائمة على مشروع "مارس 1" من تسجيل الدفعة الأولى المسافرة إلى كوكب المريخ والإقامة هناك إلى الأبد دون العودة إلى الأرض، ومن بينهم أميركيون قيدوا أسماءهم في رحلة العيش بالمريخ.!

بل ليس الأميركان وحدهم من سجلوا أسماءهم للذهاب إلى المريخ قبل انتهاء مشروعنا الحلم، فهناك 6 سعوديين وقع عليهم الاختيار من بين 477 سعوديا تقدموا بطلب السفر إلى المريخ. وقد تتسنى لهم هذه التجربة، ما لم يكن الذهاب إلى ذلك الكوكب إحدى الوجهات الممنوع على السعوديين السفر إليها!

وبما أني أحد الذين تسكنهم عقدة المؤامرة، خطر في بالي أن كاتب ذلك التعليق هو أحد المغادرين إلى المريخ، فكتب لعلمه بأنه سيحصل على تذكرة رحلة المريخ قبل تذكرة قطاراتنا الجديدة.