في مايو 2002 صدم الوسط الثقافي السعودي بتعرض الناقد الكاتب والمترجم فايز أبا لجلطة دماغية باغتته وهو يقضي إجازته مع أسرته في القاهرة، ومن يومها فقدته الحركة الثقافية، بعد أن كان أحد عرابي مرحلة الثمانينات التي ساهم فيها بفعالية عن وعي ثقافة ذات شقين(التراث العربي، الآداب الأجنبية).

الجلطة أفقدت فايز القدرة على الكتابة، وأضعفت قدرته على الكلام، لكنها لم تفقده قدرته المعروفة على المتابعة والبحث والاستقصاء عما يدور من حراك ثقافي سواء محليا أو عربيا أو دوليا. وضعه الصحي اليوم مستقر، مع استمراره في تعاطي علاجاته من آثار الجلطة التي نجا منها بفضل الله. فايز يمارس حياته اليومية متنقلا ما بين مسقط رأسه مكة المكرمة وجدة والقاهرة، ويقول: إنه يتمنى لو يملك القدرة على أن يكتب، لكنه لم ينقطع عن القراءة ومتابعة الحراك الأدبي والثقافي في كل مكان.

المنهج التاريخي يصبغ رؤيته النقدية

في كتاباته ومتابعاته النقدية يقول(المنهج الذي أميل إليه، منهج تاريخي يبحث في علاقات الإنسان .. علاقة العام بالخاص)، وكان دائما يرى (أن النقد مرحلة تحتاج إلى كثير من الأدوات، وكماً معرفيا هائلا، وفي جميع الاتجاهات والعلوم الإنسانية التي تتعامل مع الثقافة بمفهومها الأنثروبولوجي الشامل). وعبر هذه الرؤية تمكن فايز من اجتياز المأزق الذي وقع فيه عدد من الكتاب والنقاد في فترة الثمانينيات عندما أسرفوا في مصادرة وتهميش المخالفين لهم من التوجهات الأدبية الأخرى.

أسهم طيلة فترة الثمانينيات في تقديم العديد من النصوص والأسماء الأجنبية بعد أن ترجمها وعرف لها، وكان من أبرزها (ضفة النهر الثالثة) قصة البرازيلي غوريماس روزا ونصوص جوزيه أيالا وأغستو دالمار. وفي هذا السياق، يشار إلى كونه أول من نقل كتاب الروائي الفرنسي(كونديرا) عن فن الرواية إلى اللغة العربية، فقد نشر جزءا كبيرا منه في زاويته الأسبوعية بصحيفة البلاد (من يعلق الجرس). 




مكان لاجتماع البدو والبحارة والقرويين


( كان يأتي إليه البدو والبحارة والقرويون من أقصى الشمال والشرق والرياض،ليجتمعوا قليلاً عند الطائر الحر: العمدة (أبو سعد). وكان يستقبلنا بضحكته البيضاء المجلجلة، بقامته المديدة السمراء، فاتحاً صدره لنا وعشه وكتبه ووعيه الجميل وزاده القليل. وأتذكر تلك الحوارات والخصومات الجميلة التي تحدث دائماً بين المثقفين المجانيين. وكان دائماً ما يتحمل نزق وغضب أصدقائه الكثر بصدر رحب).

سعود الجراد

قاص سعودي




ابتسامة دائمة  وصوت خفيض


(الناقد فايز أبا ... يقبل إليك بحديثه وصوته الخفيض فتشعر بعمق الزمن وتحس كما لو أنك كنت تنصت له منذ زمن طويل وليس اللحظة. لطفه وبشاشة محياه يستقبلانك قبل الباب وتجلسانك بتهذيب شديد بالقرب منه. لم أشاهده عابس الوجه، ولم أسمعه غليظ الصوت. كان إلى جانب محاولاتي في الثمانينيات كما لو أنه يخشى عليها من الذبول السريع في وسط ثقافي لم يكن يعترف إلا بالمشاهير).

عواض العصيمي

روائي




فايز أبا

ولد في مكة المكرمة عام 1956.

أتم تعليمه في مدرسة الفلاح بمكة.

نال شهادة الليسانس من جامعة الملك عبدالعزيز / شطر مكة في اللغة الإنجليزية عام 1998.

بدأ في إعداد أطروحة الماجستير عن أدب الكاتب الإنجليزي (سومرست موم)، بجامعة الملك عبد العزيز لكنه لم يتمها لخلاف بينه وبين مشرفه في الجامعة.

عمل مدرسا للغة الإنجليزية بالتعليم العام، ثم انتقل للتعليم الفني والكلية الصناعية بجدة حتى عام 1989.

رأس القسم الثقافي بمجلة اقرأ ما بين عامي 1986 - و1989.

عمل بصحيفة عرب نيوز بين عامي 94– 1998

عمل بصحيفة سعودي جازيت 1998 - 1999

اختاره قينان الغامدي ضمن الفريق المؤسس لـ"الوطن" 1999.

اشتهر منزله بجدة خلال الثمانينيات كمنتدى ثقافي تميز أكثر بانفتاحه على الشباب والناشئة.