كشف مصدر أمني إلى "الوطن" أن الهجوم الذي وقع أول من أمس على السجن المركزي في مديرية المنصورة بريف عدن، من تخطيط وتنفيذ عناصر مرتبطة بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأنهم تلقوا تعليمات مباشرة منه بتنفيذ الهجوم وتهريب القيادي بالحراك الجنوب، غسان المفلحي، المتهم بمحاولة اغتيال محافظ عدن السابق ووزير الشباب والرياضة حاليا، نايف البكري.

وقال المصدر إن المخلوع يسيطر على كثير من العناصر الخارجة على القانون، الموجودة في عدن، وإنه يصدر لها تعليمات بتنفيذ عمليات معينة، ويغدق عليها في المقابل أموالا طائلة.

وكان مسلحون مجهولون هاجموا أول من أمس مبنى السجن، وقاموا بتهريب المفلحي، بعد أن قتلوا أحد حراس السجن وأصابوا آخر بجروح بالغة، وأشار المصدر إلى أن العملية هدفت في الأساس إلى منع المفلحي من الاعتراف على المخلوع صالح الذي يقف وراء محاولة الاغتيال.

وقال "المخلوع يقدم الدعم للتنظيمات المتشددة، والعناصر الخارجة على القانون، ويرتبط بعصابات مسلحة تعمل على إثارة الرعب وسط المواطنين في المحافظات المحررة، لإيهامهم بعدم قدرة السلطات الجديدة على حمايتهم.

وتابع "انتشار السلاح في أيدي جميع الفصائل مشكلة لأمن عدن، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في خلايا المخلوع التي لن تهدأ المدينة قبل القضاء عليها".

بدوره، أكد المحلل السياسي ناجي السامعي في تصريحات إلى "الوطن"، أن المخلوع صالح يقف وراء كل محاولات إثارة الفوضى في عدن، وهو المسؤول الأول عما وصلت إليه الأحوال الأمنية، وقال "صالح يعمل جاهدا على وصم السلطات الجديدة بالفشل، ويسعى إلى تشويه سمعتها، وإظهارها بمظهر العاجزة، لذلك يستخدم الأموال الطائلة التي نهبها من ميزانية البلاد لتحقيق أهدافه الدنيئة، وبث الرعب وسط المواطنين، لذلك فإنه ما لم يتم القضاء على كل بؤر الإرهاب التي انتشرت في عدن عقب تحريرها، فلن ينعم المواطن بالهدوء والأمن".

وأضاف "لم يكتف المخلوع بكل ما اقترفه من جرائم في حق اليمنيين، حتى بعد أن تمت هزيمة قواته في عدن، على أيدي قوات المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية، ها هو يعود إلى هوايته القديمة، ويستخدم بعض البؤر الإجرامية التي هي على استعداد لارتكاب الجرائم نيابة عنه، ما دام يدفع لها أموال الشعب المظلوم. لذلك نعيد ما طالبنا به قوات التحالف العربي من عدم التجاوب مع الدعوات الرامية إلى الحوار مع المخلوع وشريكه الحوثي، لأنهم لا يعرفون أسلوب الحوار، وليسوا على استعداد للتراجع عن انقلابهم المشؤوم، والسبيل الأوحد يبقى هو العمل العسكري الذي يمكن بواسطته اجتثاث شرورهم إلى الأبد"

وختم بالقول "السلطات في عدن ستتمكن في النهاية من فرض الأمن، وهناك جهود كبيرة تبذل في هذا الصدد، والمطلوب من الأجهزة المسؤولة تشديد إجراءاتها الأمنية، ولو استدعى الأمر فرض حظر التجول، لمنع هذه الخلايا الإجرامية من التحرك، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تهديد أمن البلاد أو إثارة القلاقل، وهناك من مقاتلي المقاومة الشعبية والمخلصين من أبناء المدينة، من يتشوقون إلى إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في بسط الأمن والاستقرار، وينبغي منحهم الفرصة".