مع استمرار شركات قطاع البتروكيماويات في تسجيل تراجعات منذ بداية العام حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي، تبرز الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في تقليص النفقات، وتحقيق كفاءة الإنتاج بما يساعد على خفض الآثار السلبية لانخفاض ربحية المبيعات، وسط عوامل رئيسة أدت إلى هذه التراجعات هي ضعف النمو العالمي وانخفاض أسعار المنتجات البتروكيماوية نظرا لانخفاض أسعار البترول.
انخفاض أرباح
وحققت شركات الصناعات البتروكيماوية المدرجة أسهمها في السوق المالية أرباحا صافية عن الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 2015 بلغت 19.8 بليون ريال، في مقابل 32.1 بليون ريال للفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع قدره 12.3 بليون ريال، ونسبته 38.4%، إذ حققت 10 شركات من القطاع أرباحا قدرها 20.92 بليون ريال بينما حققت أربع الشركات الأخرى خسارة قدرها 1.48 بليون ريال.
وبلغت أرباح شركات البتروكيماويات عن الربع الثالث من العام الحالي 6.63 بلايين ريال، في مقابل 9.43 بلايين ريال للربع المماثل من العام الماضي 2014، بنسبة تراجع 29.7%، وفي مقابل 8.4 بلايين ريال للربع السابق، بنسبة تراجع 21%، وسجلت 10 شركات من القطاع أرباحا صافية في الربع الثالث بلغت 7.45 بلايين ريال، في المقابل حققت أربع شركات خسارة صافية بلغت 823 مليون ريال.
تأثيرات عالمية
المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أشار في حديثه إلى "الوطن" إلى عاملين أثرا في ربحية قطاع البتروكيماويات السعودية خلال هذه الفترة، يتمثل الأول في ضعف الطلب على البتروكيماويات لأسباب مرتبطة بانخفاض النمو العالمي، أما الثاني فيكمن في انخفاض أسعار المنتجات البتروكيماوية كنتيجة مباشرة لانخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، مضيفا: "وبالتالي سيكون هناك تأثير مزدوج على سوق البتروكيماويات السعودية كنتيجة للتغير لضعف الطلب وانخفاض الأسعار، كما أن هناك مشكلة مستقبلية قد تهدد اقتصادات العالم بشكل شامل وليس فقط قطاع البتروكيماويات وهي ضعف النمو الاقتصادي في الصين، والذي يعني بالضرورة انخفاض الطلب على المنتجات البتروكيماوية السعودية، وهذا أمر سيؤثر سلبا على مبيعاتها وربحيتها، إضافة إلى تأثيرها السلبي على اقتصادات العام، وهذا سيكون له تأثير أكبر على الاقتصاد الكلي".
تحديات مستقبلية
وتوقع البوعينين أن يشكل العام 2016 تحديا أكبر لقطاع البتروكيماويات خاصة الشركات الصغيرة، أو تلك الشركات التي لا تمتلك تنوعا كبيرا في منتجاتها، وليس لديها الملاءة المالية التي تعينها على مواجهة المتغيرات العالمية، وهو ما يعد أثرا سلبيا في انخفاض أسعار البتروكيماويات وضعف الطلب عليها، مستدركا بقوله: "لكنه سيكون مقبولا لدى الشركات الكبرى القادرة على مواجهة المتغيرات العالمية لأسباب مرتبطة بتنوع منتجاتها، وقدرتها على مجابهة الصدمات الاقتصادية اعتمادا على ملاءتها المالية".
وأضاف البوعينين: "أعتقد أن شركات البتروكيماويات السعودية بحاجة ماسّة إلى إعادة النظر في تقليص النفقات، وتحقيق كفاءة الإنتاج بما يساعد على خفض الآثار السلبية لانخفاض ربحية المبيعات، وضعف الطلب عليها مستقبلا".
وحول تأثير العوامل الجوسياسية على أسعار النفط قال البوعينين، إنه من المؤكد أن العوامل الجيوسياسية ستؤثر على أسعار النفط، لكن لا يعتقد أن يكون هناك تأثر كبير بالمنطقة من شأنه أن يتسبب في ارتفاع أسعار النفط، وبالتالي ارتفاع أسعار البتروكيماويات في الأسواق العالمية.
وقال إن المؤشر الأكبر هو ارتفاع النمو العالمي، وبالتالي زيادة الطلب على النفط عالميا، وهو مما سيساعد في تقليص الفائض النفطي في الأسواق العالمية، ويؤدي إلى دعم الأسعار مستقبلا، لافتا إلى أن جميع المؤشرات الصادرة عن بيوت الخبرة والمؤسسات المالية المتخصصة، إضافة إلى منظمة "أوبك" تشير إلى احتمالية بقاء الأسعار على ماهي عليه حتى العالم المقبل 2016 إذا لم تنخفض عما هي عليه اليوم.
تراجع وإجراءات
أسباب التراجع
ضعف النمو العالمي
انخفاض أسعار النفط
كيفية المواجهة
تقليص النفقات
تحقيق كفاءة الإنتاج
تنويع المنتجات