قلت ذات مرة إن الشخص الذي يروج للكراهية بصوت مرتفع لا يمكن أن يكون دائما على حق، ربما يحب أن يلفت الأنظار إليه. المشكلة الآن ليست في الصوت، بل في الشاشة التي تعطي لصاحبه المتحمس، فرصة جرّ الآلاف من المغفلين وراءه!

هذا للأسف ما تعكسه بعض وسائل الإعلام، التي تنشر الكراهية بكل أنواعها، سواء بشكل ممنهج أو غيره.

لذا نرى كثيرا من إفرازات الكراهية سواء كانت سياسية أو رياضية أو حتى دينية، من أشخاص قرروا صناعة الرموز للركض وراءهم والدفاع عنهم، إلى آخرين فضلوا خوض معاركهم الشخصية متخذين أصواتهم المرتفعة على شاشات التلفزيون كي يكسبوا قليلا من المصداقية، متسلحين بقوة التأثير الخاصة بهم. الغائب لدى هؤلاء هو صوت العقل الذي يقول "اختلف معي ولكن لا تكرهني"!

الأمثلة على ذلك كثيرة، وسال كثير من الحبر حول هذه القضية، لأن الحل مفقود تماما والقوانين كذلك، فأقمار صناعية مثل "نايل سات" أقمار مخترقة تدخل إليها قنوات تزرع ثقافة الكراهية والعنصرية كل يوم في عقول الناس، ويحدث الأمر نفسه كل يوم في مواقع التواصل الاجتماعي.

إن غياب القوانين الرادعة لأي تصرف يدل على الكراهية أو العنصرية أو الطائفية لا يعزز الأمن الإنساني ولا الوطني، ولا بد أن تبدأ وزارة الإعلام بتولي هذا الأمر أولا، لأنها جبهة الدفاع الأولى ضد كل من يحاول زعزعة أمن هذا البلد.