من أقوى القرارات العالمية، إيقاف الأوروجوياني لويس سواريز تسع مباريات دولية وعدم مزاولة "أي نشاط رياضي" أربعة أشهر وغرامة مائة ألف فرنك فرنسي، بسبب "عضه" للإيطالي كيليني خلال مباراة المنتخبين في كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبعد الاستئناف سمحت له المحكمة الدولية بالتدريب فقط وبعض المباريات الودية، وشارك حينها ضد منتخبنا في جدة.
ولم يأبه "فيفا" بقيمة انتقال اللاعب من ليفربول إلى برشلونة بـ(81 مليون يورو)، بل اهتم أولا بأخلاقيات اللعبة، بينما لدينا يصرخ كثيرون بأن الأندية تدفع الملايين ويجب ألا تخسر اللاعب، وأن يُكتفى بالحسم من مرتبه.
ومن العقوبات الانضباطية "الإصلاحية" للثلاثي الهارب: شايع شراحيلي، وفهد المولد، وعبدالفتاح عسيري الإيقاف لعدد من المباريات وغرامة حقيقية تدفع من مرتباتهم لخزينة اتحاد القدم، تعزيزا لاحترام مسؤولية القميص الأخضر وتمثيل السعودية، وردعا لغيرهم.
وبالنسبة لمن يبررون بعدم وجود لائحة وبالتالي "لاعقوبة"، هؤلاء أكثر خطرا من خطأ اللاعبين بما يساعد على الفوضى، والأكيد أن اتحاد القدم يتحمل وزر إهماله ويستحق أن يأكل على رأسه الكثير من العلقات، لكنه ليس مبررا ولا مسوغا لهروب اللاعبين من المعسكر "ليلا"، والضرب بتعليمات وجهت للجميع بعد المباراة بعدم الخروج، هذا تأكيد لعدم الانضباطية وعدم احترام القرار حتى لو كان استثنائيا.
الإدانة مدوية بحق اتحاد القدم وإدارة المنتخب والهاربين من المعكسر، آملا أن يفرض "مجلس اتحاد القدم" سلطته التأديبية والتشريعية والقانونية، ولا يأبه بأصحاب الصوت العالي والمتعصبين والشتامين والمرجفين ومن يتحدثون عن "الفيفا" بما لا يفقهون.
والمطلوب لائحة قوية وصارمة تحفظ قيمة "منتخبنا"، ولا تكون مدعاة وعونا على الهروب لمصلحة الأندية.