تعيش محافظة شبوة جنوب اليمن أوضاعا أمنية وعسكرية مقلقة، خصوصا مع استمرار سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على أجزاء كبيرة من مديرية بيحان، التي تبعد عن مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة بنحو 200 كيلو متر، وسط أنباء عن تزايد الأنشطة القتالية والتعزيزات للمتمردين فيها. فيما ذكرت مصادر عسكرية أن الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف العربي حدت كثيرا من نشاطات ميليشيات الحوثي وصالح.

وقال المتحدث باسم مجلس المقاومة الجنوبية بشبوة، سالم ثابت العولقي، إن تحرير مديرية بيحان يتطلب التحضير لعملية عسكرية على أعلى مستوى، وبإسناد من طيران التحالف، مطالبا بإشراك المقاومة الجنوبية، ودعمها بالسلاح النوعي الكافي، مشيرا إلى أن هذا الدعم بات ضرورة لا تقبل التأجيل.



استباق المتشددين

وأضاف العولقي في تصريح إلى "الوطن" أن عملية تحرير كافة مناطق محافظة شبوة يجب أن تتم بصورة سريعة، استباقا لأي محاولة للسيطرة على عاصمة المحافظة، من قبل جماعات متشددة، لا سيما أن تلك الجماعات بدأت تنشط في الفترة الأخيرة من خلال تحركاتها بين محافظات حضرموت، وشبوة، وأبين. مؤكدا امتلاكهم لمعلومات تفيد بتهريب السلاح والمخدرات والبضائع عبر سواحل شبوة التي يبلغ امتدادها 60 كلم. وليست عملية تهريب السلاح والمخدرات عبر سواحل المحافظة هي وحدها ما يُقلق المقاومة والسلطات المحلية فيها، بل كذلك توافد مئات الأفارقة من الصومال، وإثيوبيا، والسنغال، الذين يصلون سواحل شبوة بصورة شبه يومية، عبر زوارق خشبية صغيرة. وأشار العولقي إلى أن المئات من أولئك الأفارقة يتوجهون بعد وصولهم لسواحل شبوة لمدينة عتق، ومنها إلى مديرية بيحان حيث توجد هناك ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. مُتخوفا من أن تتم عمليات تجنيد لهم من قبل الميليشيات وإشراكهم في المعارك الدائرة في بعض المدن.

 

إعادة تنسيق الجهود

وحذر العولقي من مغبة عدم توفير الإمكانات اللازمة للسلطة المحلية والمقاومة الجنوبية، مشيرا إلى أن المشكلات القائمة بالمحافظة سوف تستمر في التفاقم بشكل يومي، بما يمهد لمشروع من الفوضى في شبوة وغيرها من مدن الجنوب المحررة، بهدف إفشال جهود التحالف في تثبيت الأمن وتطبيع الحياة في مدن الجنوب المحررة.

من جانب آخر، طالب عدد من عناصر الجيش في محافظة شبوة بترتيب أوضاعهم في المؤسستين الأمنية والعسكرية، وأشاروا في بيان إلى أن المخلوع صالح وأعوانه عملوا على تدمير المؤسسة الأمنية والعسكرية، بهدف تمرير مخططات خارجية تجاه اليمن ودول الجوار. داعين إلى سرعة إعادة الجاهزية العسكرية والأمنية واستدعاء الضباط العسكريين الذين تم تسريحهم بواسطة نظام المخلوع، وتكليفهم بالقيام بالمهام الدفاعية والأمنية وإعادة الألوية المدمرة ومنها لواء حنيشان، الذي يوجد أفراده في طليعة المقاومة الجنوبية بشبوة.