نتيجة الشح في العمالة المنزلية الوافدة، فقد تفاقمت مشاكل العمالة عندنا واستشرت بشكل كبير، حتى غدت البيوت السعودية ألعوبة في أيدي العاملات وذويهن، في ظل إلمامهن بما تمر به بيوتنا من أزمة حقيقية في الاستقدام. فتأتي إحداهن من بلادها وقد رتبت لها صديقتها في الداخل كفيلا افتراضيا بديلا ومنزلا بديلا، ستتحول إليه عن طريق التنازل، بعد أن يأكل "المقلب" الكفيل الرسمي الذي لا يتقن فن التلاعب. فتأتي لكفيلها الذي امتد انتظاره لها شهورا، وقد عقد على مقدمها آمال انتهاء معاناته مع مكاتب الاستقدام بين متلاعب ومبتز، إلا أن العاملة تبدأ بعقد المقارنات بين منزل كفيلها الحالي والكفيل البديل الذي ينتظرها بواسطة زميلتها، حتى إذا طاب لها الانتقال، بدأت في افتعال الشكاوى الوهمية التي تصل إلى سفارات بلادها أحيانا، والتي لا مانع من الاعتذار عن بعضها لأنها غير حقيقية، اتباعا لسياسة "العيار اللي ما يصيب.." حتى إذا حولت حياة صاحب البيت إلى جحيم، وأيقن أن عشرات الآلاف ستذهب هباء، أخبرتهم أنها لا تريد العمل أو انقلوا كفالتها لـ"س" من الناس. الذي يضع رجلا على أخرى مخيرا الكفيل "الغافل" بالقبول بمبلغ زهيد أو عودة الخادمة إلى بلادها وضياع كل نقوده، إنها سوق سوداء للنصب والابتزاز والاحتيال، وضعنا فيها بلا حول منا ولا قوة، ومثل كل مشاكلنا الكبيرة، لا يبدو لليلها صبح.