أثارت تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره البريطاني، فيليب هاموند، الأربعاء الماضي، عن وجود مؤشرات تؤكد قرب انتهاء الأزمة اليمنية، تساؤلات كثيرة عن مغزى ذلك التصريح. وتضاعف اهتمام المحللين السياسيين بكلمات الجبير، بعد أن كررها أول من أمس خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة.

وأشار المحلل السياسي ناجي السامعي إلى أن كلمات الوزير السعودي تستحق كل الاهتمام، حيث عرف عنه الدقة في اختيار ألفاظه، وعدم التسرع، وقال "ما قاله الجبير يمثل بشارة أمل لليمنيين، مهما كانت وسيلة إيقاف القتال، والتي لن تخرج حتما عن الإطار الذي يريده الشعب. وأعتقد شخصيا أنه يشير إلى أن المجتمع الدولي لن يقف منتظرا الجماعة المتمردة حتى تقرر - في الوقت الذي تريده - المشاركة في الحوار، لا سيما أن كافة الذرائع التي كانوا يستغلونها في السابق قد سقطت وتهاوت، واتضح للعالم أجمع أنهم السبب الرئيس في الأزمة، وفي استمرارها حتى اليوم".

وأضاف "في نفس الوقت لا يمكن استبعاد أن يكون الجبير قد انطلق في حديثه من معطيات عسكرية على أرض الواقع، تؤكد قرب نهاية الانقلابيين، لا سيما أنه أشار إلى أن الحكومة الشرعية باتت تسيطر على معظم أراضي اليمن، وتتأهب لاسترداد البقية".

واستطرد "تصريحات الجبير كان لها وقع كبير على كل اليمنيين، حتى على المتمردين الحوثيين، الذين سارعوا إلى مهاجمته والإشارة إلى وجود مؤامرة دولية تستهدفهم، ولا عجب في هذا التفسير المتخلف، لأن عقولهم لا تدرك سوى وجود المؤامرات، وهذه هي البيئة التي تربوا فيها وانطلقوا منها، ولا يدركون بالتالي أن هناك مجتمعا دوليا يهمه فرض السلم العالمي، ويحرص على مصالح المدنيين".

وكان الجبير قد قال في منتدى حوار المنامة، أول من أمس، "الصورة اليوم في اليمن تدعو إلى التفاؤل، إذ استعادت الحكومة الشرعية السيطرة على معظم الأراضي، كما أن ذلك يأتي في وقت قبلت قوات الحوثي وصالح بقرار مجلس الأمن 2216، وهذه بادرة أمل".