في اعتقادي أن بعض الظواهر ليست في حاجة إلى دراسات ولا حتى لإحصائيات، ولن تحتاج لإثباتها أو لنفيها إلى استبيانات أو أرقام! يكفي فقط أن تمرر عينيك المجردتين على العينة العشوائية محل الدراسة لتتوصل إلى النتيجة الصادمة في الغالب، السمنة مثلا، لن نكون في حاجة إلى دراسة علمية متخصصة من إحدى الجهات الموثوقة لتؤكد لنا ما نعرفه سلفا بأن مجتمعنا يعاني من ارتفاع معدلات السمنة بشكل مطرد، ولن أضيف لك جديدا حين أخبرك بأن نصف المجتمع لدينا مؤهل للانضمام تحت لواء المعدلات السابقة؟ هل ستضيف لك المعلومة التي تفيد بأن السمنة تهدد ثلث السعوديين بالموت أي جديد لمعلوماتك السابقة، أم أنك تعي كل ما سبق حين تنظر من حولك؟ وحين تتأمل تقاسيم جسمك في المرآة؟ وحين تبذل جهدا مضاعفا للعثور على ملابس تلائم مقاسك؟ وحين تضطر للتخلص من القديمة منها؛ لأنها لن تكون صالحة للاستخدام إلا بعد الاشتراك لمدة سنة كاملة في أحد الأندية الرياضية؟ ستفهم كل ما سبق وأنت تتأمل زملاء العمل وفي المسجد والسوق والأماكن العامة؟ ستتوصل إلى الإجابة الحقيقية على سؤالك القديم؟ لماذا لا نحقق أرقاما قياسية في ألعاب القوى؟ أما حين تقترب العدسة أكثر فأكثر فستعيد صياغة السؤال السابق ليصبح "لماذا لا نمشي قليلا ولو إلى الصلاة المفروضة في المسجد؟"

من أجمل المبادرات والبرامج التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، ثم اندثرت للأسف هي ما قامت به بعض الجهات والدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية من مبادرات مبتكرة من أجل الاهتمام بصحة موظفيها، وتحفيزهم بمميزات وجوائز لأجل ذلك.

أولى تلك المبادرات على مستوى المملكة نظمتها إدارة محطة تحلية "الشقيق" جنوب غربي المملكة حين ابتكرت برنامجا في إطار التواصل مع موظفيها للاهتمام بصحتهم تحت شعار "موظف بلا كرش" دعت خلاله اللجنة الرياضية هناك المنسوبين للانخراط في البرنامج الذي يهدف إلى إنقاص الوزن وزيادة لياقة الموظف البدنية، والحصول على أجسام رشيقة، كانت تلك المبادرة بعد أن لاحظت الإدارة إصابة أغلبهم بالسمنة، بذات الكيفية قامت جهات أخرى بتنظيم برامج مشابهة استفاد منها كثير من الموظفين، هذه المبادرات الجميلة تجعل التساؤل التالي مشروعا: لماذا لا تلزم جميع الجهات الحكومية بتنظيم برامج مماثلة، وبتفاؤل أكبر أتساءل: لماذا لا تجبر تلك الجهات على إنشاء أندية صحية لمنسوبيها؟