في تصرف يكشف مدى التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، أقدمت مجموعة من عناصر الانقلابيين في مديرية النادرة بمحافظة إب على اختطاف أحد الثوار الجرحى من المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج واقتادته إلى مدينة ذمار حيث قامت بتصفيته بدم بارد. وقالت مصادر داخل عائلة مشرح، إن ميليشيات الحوثي اختطفت أحد أبنائها ويدعى عبداللطيف مشرح، ومن ثم قامت بإعدامه بعد أن تعمدت إصابته في وقت سابق خلال كمين مسلح نقل على إثره إلى المستشفى. ولم يكتف الانقلابيون بإصابة الضحية بل تابعوه إلى المستشفى وقاموا باختطافه عنوة.

مطالبة بالقصاص

وتتهم الميليشيات مشرح بالانضمام لقوات المقاومة الشعبية، وتنسيق العمليات العسكرية ضد عناصرها، وهو ما لم ينفه، مشيرا إلى أن المشاركة في المقاومة الشعبية شرف لكل أفرادها، وأعلن أمام الحوثيين الذين جاؤوا لاختطافه أنه لن يتردد في العودة من جديد إلى صفوف الثوار، حال اكتمال شفائه. ورفضت عائلة القتيل استلام جثمانه، كما رفضت قبيلته تلقي العزاء فيه قبل الاقتصاص من القتلة، وحملت عناصر الحوثيين من قرية المسقاة بمديرية السدة مسؤولية الجريمة الغادرة والجبانة بحق شخص جريح ومختطف. وأكدت أنها لن تتنازل عن دماء مشرح وسوف تقوم بنفسها بالاقتصاص له. واستنكر عدد من سكان المنطقة ما أقدمت عليه الميليشيات الانقلابية، مشيرين إلى أن كل الأديان والأعراف والقوانين تمنع الاعتداء على الجرحى أو تصفيتهم.


تصرفات دخيلة

وقال مدير الإشراف التربوي بالمنطقة جميل البريدي في تصريح إلى "الوطن"، "الحوثيون أدخلوا العديد من الممارسات الفاسدة التي لم تكن معروفة قبل انقلابهم المشؤوم، فالمجتمع اليمني مجتمع قبلي مترابط، تحكمه الشريعة والعرف، وتقدم فيه كل المساعدات الضرورية للجرحى والأسرى، لكن هؤلاء الغرباء عن مجتمعنا ليست لديهم قيم يدافعون عنها، ولا قضية يحاربون من أجلها، بل هم مرتزقة على استعداد لاقتراف كل التجاوزات".

وأضاف "ما لا يدركه الحوثيون وأعوانهم هو أن هذه التصرفات تزيد المواطنين رغبة في الانصراف عنهم ومقاطعتهم حتى من تعرضوا للتضليل وتأثروا بالدعاية الكاذبة وانضموا للتمرد بدؤوا الآن في الانفضاض عنه، بعد أن أدركوا زيف الشعارات التي يرفعونها، وأنهم مجرد هواة للقتل لا يهتز لهم طرف ولا يتحرك لهم ضمير، مهما بلغ حجم التجاوزات والانتهاكات.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها الميليشيات تجاوزات بحق الجرحى والأسرى، ففي أغسطس الماضي أعدمت الميليشيات أسيرين من المقاومة بمديرية الرضمة، هما عبدالكريم القحف ونجله ورمت بجثتيهما في أحد جبال الرضمة في مشهد هز أبناء المديرية والمحافظة. كما دأبت على استخدام المعارضين المعتقلين كدروع بشرية، احتفظت بهم في بعض مناطق العمليات، قبل أن يلقوا حتفهم.