عبر معلمون عن قلقهم إزاء ما أسموه بظهور متوقع لـ"سوق سوداء" تصاحب نظام "المبادلة" في حركة تنقلات المعلمين والمعلمات الداخلية والخارجية، الذي أعلنت عنه وزارة التعليم أول من أمس. وأوضحوا لـ"الوطن" أمس أن تلك السوق هدفها استغلال تزايد طلبات النقل على بعض الإدارات التعليمية في مناطق ومحافظات المملكة، وانتهاز فرصة حاجة الغير للنقل الخارجي.

لوائح تفسيرية

طالب المعلمون كذلك بضرورة وضع لوائح تفسيرية للنظام، تمنع ظهور تنازل أو تبادل في تنقلات معلمين ومعلمات مقابل مبالغ مالية، وفرض عقوبات صارمة على المتورطين فيها، لضمان كبح جماحها والسيطرة عليها وتلاشيها جملة وتفصيلا.

وذكر معلم "يعمل في نجران متقدم للنقل الخارجي إلى الأحساء" - طلب عدم نشر اسمه- أن محافظة الأحساء واحدة من أكثر محافظات ومناطق المملكة طلبا لانتقال المعلمين والمعلمات إليها، وستكون هدفا لضعاف النفوس في استغلال نظام "المبادلة" في الحصول على مبلغ من المال للمبادلة أو المناقلة، مضيفا أن بعض المعلمين والمعلمات في أشد الحاجة للانتقال إلى جانب أسرهم "لم الشمل"، فلن يترددوا في دفع المبالغ الطائلة للانتقال إلى مناطقهم ومحافظاتهم. وتوقع انخفاض أعداد المتقدمين من المعلمين والمعلمات "الجشعين" للنقل الخارجي في حركة الوزارة من هذه المناطق والمحافظات، التي تشهد طلبات النقل إليها، بهدف كسب مبلغ مالي مع حصولهم على النقل من خلال المبادلة.

 حركة النقل

 المعلم ناصر عبداللطيف أوضح أن نظام المبادلة قد يسهم في خلق سوق سوداء بين طالبي النقل، وقال "للأسف الشديد معياره الوحيد زيادة المبلغ متسببا في حدوث إزعاجات نفسية واجتماعية عند بعض المعلمين.

وذكر "معلم في المنطقة الشرقية متقدم في حركة النقل إلى الأحساء" -طلب عدم نشر اسمه- أنه ونحو 62 معلما آخر من زملائه في مدن ومحافظات الإدارة العامة للتعليم في المنطقة الشرقية تقدموا للمفاضلة المقبلة للانتقال إلى الإدارة العامة للتعليم في الأحساء، وأن بينهم معلمين من دفعة 1424، وبالأخص معلمي تخصص العلوم في مدارس المرحلة الابتدائية، وحتى حركة النقل في العام الماضي لم تتحقق رغبتهم في الانتقال إلى الأحساء، مطالبين الوزارة بإعطائهم أولوية في النقل، لا سيما أنهم استمروا 12 عاما دراسيا بعيدين عن أسرهم.

  تنازل زائف

بدوره، شدد المشرف على الإدارة العامة لشؤون المعلمين الدكتور عبدالرحمن مرزا عبر حسابه في "تويتر" أمس، على جميع المعلمين والمعلمات بعدم الوقوع ضحية لبعض ضعاف النفوس، من استدراجهم لدفع مبالغ طائلة مقابل تنازل "زائف" -على حد قوله- من خلال نظام "المبادلة"، موضحا أن النظام لا يعني قيام كل معلم بالبحث عن معلم آخر للمبادلة معه، وأن النظام يطبق بعد انتهاء حركة النقل الخارجي بعد تحديد الرغبة الأولى، وأن النظام على مستوى قطاعات التعليم. وأضاف أن المبادلة ستتم بناء على ضوابط المفاضلة المعروفة، ولن تقبل الطلبات الشخصية، ولا يعني أن يقوم اثنان بطلب المبادلة أو المناقلة فيما بينهما، إنما هو إجراء تتولى الإدارة العامة لشؤون المعلمين تنفيذه بشكل كامل.