صديقي وقصته جعلاني أختار هذا العنوان بعاليه!، إذ قال لي من باب "الفضفضة": يا أخي، بعض الناس صاروا مثبِّطين محبِطين، لا يثقون في أحد حتى بمن حولهم، فكلما أريد أن أستمر في هوايتي المفضلة، ألا وهي الرسم، يأتي أحدهم ويقول لي: "خلك منها ترا كل رسوماتك مسروقة وقديمة"، فأشعر أحيانا بالخذلان وفقدان الثقة حتى في نفسي.

نعم صديقي العزيز، هي الثقة، عندما تسلب من الشخص فلن يستطيع النهوض بنفسه وبمن حوله وبالمجتمع، ومن المستحيل أن يكون فاعلا ومتفاعلا في المجتمع أو حتى في مجال عمله.

أولا، علينا معرفة الثقة ذاتها حتى نستطيع فهمها وبناءها في نفوسنا وفي أبنائنا وفي علاقتنا الاجتماعية والعاطفية.

عزيزي، أقرب ما توصل إليه العلم السيكلوجي أن الثقة هي "مجرد شعور وإحساس داخلي غير ملموس" ليس إلا. فتجعلنا تلك المشاعر الداخلية نقدر ونحترم أولئك الأشخاص الذين منحونا تلك الثقة.

من الطبيعي أن تكون هناك علاقات عملية اجتماعية عاطفية، حتى يكون هناك تبادل الثقة بيننا، وكلما كانت تلك العلاقة أقرب وأكبر تزداد الثقة، فعندها تكون في محل "بناء"، وكذالك العكس تماما عندما تقل العلاقة أو يشوبها نوع من سوء الفهم والمشاكل والخيانات العاطفية، تجد أن الثقة أخذت منحنى "الهدم".

ففي العلاقات العاطفية الناشئة في مواقع التواصل الاجتماعي، تجد ربما علاقة مليئة بالثقة وأحيانا تكون مقننة أومحدودة، وأحيانا معدومة.

ففي محادثات "واتساب" و"تويتر" خير دليل، لأنه غالبا ما تكون العلاقة حرفية فقط دون المكالمات الصوتية أوالمرئية، فتهتز هنا الثقة بين الطرفين لضعف العلاقة.

فلا عليك صديقي العزيز، كل أولئك لا يقدّرون معنى الثقة ومدى تأثيرها سواء كانت "بناءً أو هدما"، فانطلق واستمر في هوايتك المفضلة، فكلما زادت لديك الثقة في نفسك أولا وارتفع لديك تقدير أو احترام الذات "Self Esteem"، ستصل إلى ما تريد.

من هنا، لا بد أن نمنح أطفالنا مزيدا من الثقة حتى يكونوا مبدعين، ويستطيعوا الاعتماد على أنفسهم منذ الصغر، ولكن أحيانا نحتاج أن تكون تلك الثقة مشروطة أو محدودة، وإلا تكون ثقة عمياء، خصوصا في علاقتنا مع الآخرين الذين لا تربطنا معهم علاقة اجتماعية قوية أو حتى عاطفية.

أخيرا وليس آخرا: "لنمنح بعضنا مزيدا من الثقة في ظل الحب".