هذه الجملة البسيطة في كلماتها العميقة في معناها كانت الشغل الشاغل لوسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع المنصرم، خاصة "واتس" و"تويتر"، إذ وصل الهاشتاق الذي يحمل هذا العنوان إلى قائمة أعلى الهاشتاقات تفاعلا، وقصتها هي أن أحد الشباب السعوديين صور بهاتفه الجوال رجلا سودانيا تبدو عليه البساطة ورقّة الحال وهو يسأله عن أحواله فأجابه بوجه كله رضا وقناعة: "الحمد لله، في زحام من النعم، ولا أعرف أشكره على أيها.."، وكأن المتلقين كانوا ينتظرون كلمة مثل هذه ليتذكروا زحام نعم الله التي تحيط بهم من كل جانب، وسط الشكاوى التي يزفرونها من الدنيا وعليها، ونحن –والله– نرفل في ثياب من أنعم الله التي لا نعدّها ولا نحصيها، وإذا سُئلنا عن أحوالنا أجبنا –بدون نفس– الحمد لله، كلمة حمد نتمتمها وكأنها شكوى، وبعضنا يتبعها بجملة "الذي لا يحمد على مكروه سواه"، تلك الكلمة البسيطة من هذا الإنسان البسيط في الفيديو الذي لم يتجاوز بضع ثوان، ذكرتنا بأننا محاصرون بآلاء الله سبحانه وتعالى، عاجزون عن شكرها، منغمسون فيها، وأولها نعمة الأمن في عالم امتلأ بالفوضى، يخرج أحدنا من بيته في أي وقت من ليل ونهار وهو آمن على نفسه وعلى بيته الذي تركه خلفه، ننعم بتاج الصحة، بوجود أحبتنا بيننا، ووجودنا بينهم، بحواسنا، بإدراكنا، وبإسلامنا قبل كل شيء. ورغم "الزبد" الكثير الذي يملأ وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن بعض المقاطع البسيطة تفاجئنا لتقول لنا: حتى هذه الوسائل هي من نعم الله علينا.. فالحمد لله حمدا كثيرا.