أعلن وزير التعليم عزام الدخيل أن إرادة الوزارة وتوجهها المستقبلي نحو تحويل نمط التعليم من التلقين التقليدي إلى التفكير الناقد، وأن الجهود ستنصب نحو تحقيق ذلك التطلع بدراسة ومعرفة كيفية تطبيقه مستقبلاً ووسائل وسبل ممارسته على أرض الواقع. وعرض في سياق حديثه إبان رعايته وتدشينه البرنامج الوطني لوقاية الطلاب والطالبات من الانحرافات السلوكية "فطن" الذي يستهدف طلاب التعليم العام، بأن تعلم التفكير الناقد يسهم بعون الله تعالى، في إمداد الطالب بمهارات وأساليب نقد ما يراه ويسمعه ويعرض عليه، خاصة في فضاء الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي عبر المواقع المشبوهة.

هذه الرؤية والتطلع بحاجة من الوزير لإعداد الآليات الكفيلة بتحويلهما إلى واقع ملموس يجني ثماره الطالب والأسرة والوطن، فنحن بين من يطالبون بإقرار مادة خاصة تعنى بتعليم التفكير بأنواعه العلمي والتحليلي والإبداعي، وفريق آخر يرى الاكتفاء بتعليم التفكير في فترات النشاط المدرسي العام، وفريق ثالث يرى أن الأمر يعود لهمة المعلم أثناء تدريسه وشرحه وتعليقه على كتاب النشاط المدرسي، والكل ينظر إليه بحسب واقعه الذي يشاهده ويعيشه، فالفريق الأول يؤيد إقراره كمادة أساسية لإيمانه بأهميته، ولأن النشاط الاختياري لا يضمن مشاركة الجميع في برامجه، أما الفريق الثاني فيبرر بأن النشاط المدرسي العام فرصة ثمينة لغرس القيم وتعليم المهارات الحياتية الأخرى، والفريق الثالث يأتمن المعلم على القيام بذلك ويدع له حرية الاختيار حسب الوقت المتاح وقدراته.

أما ما أراه مناسبا فهو إحدى حالتين: الأولى؛ إما إقرارها كمادة أساسية وتعطى كمنهج دراسي يشمل موضوعات عدة مثل:

طرق المذاكرة الجيدة. أسلوب التعامل مع التحديات. كيف تحل مشكلاتك بذكاء. خطوات تحليل ما تقرؤه. مراحل اتخاذ القرار. نبذة عن بعض الأنظمة في البلاد. كيفية اختيار التخصص الجامعي. كيف يصنع الطالب مستقبله (يقدمها كأهداف وخطة). ما محاسن ومضار وسائل التواصل الاجتماعي. كيف يتعامل مع المواقع الإلكترونية المشبوهة. أمثلة على بعض المواقع المشبوهة.

وغيرها من الموضوعات، نعم هناك مبادرات في بعض المدارس لأن إدارتها وبعض معلميها يستشعرون أهمية رسالتهم وفي المقابل هناك العكس، أما الحالة الثانية فعند وجود صعوبة في إقرارها كمادة أساسية لأي سبب كان، فلا يجب أن يعفى بأي حال من الأحوال المعلم من تقديم دورة قصيرة عن التفكير بوجه عام أو أحد موضوعات التفكير وأنماطه كأحد الشواهد التي يقدمها في ملف إنجازه التعليمي نهاية العام الدراسي.