وبينما نحن آمنون مطمئنون، نتشارك فرحة عيد الضحى المبارك ونحتفل باليوم الوطني فإن أعين الوطن الساهرة في كل شبر على هذا الوطن تقوم بواجباتها على أكمل وجه، تقدم الملاحم في ميادين البطولة، وتظل يقظة منتبهة من أجل رصد خلايا الشر النائمة.

مئتا ألف عين ساهرة على رعاية ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة في أيام الحج المباركة، تنجز خطة أمنية كبرى تقدم فيها العون والمساعدة لضيوف الرحمن، وتسهل انسيابية الحركة لهم ما بين المشاعر، وتحرص على سلامتهم وتأمين الأجواء المناسبة لتأدية نسكهم، ومنع كل ما من شأنه تعكير صفو الحجيج، تفعل ذلك من أولى لحظات قدوم ضيوف الرحمن وحتى لحظات مغادرتهم الأخيرة، ليعود الحجاج إلى بلادهم محملين بثواب الفريضة بإذن الله، ومعها حكايات فاخرة ومواقف مشرفة لرجال أمننا هناك.

جنوبا أيضا، تنتشر الأعين الوطنية الساهرة على طول الحد الجنوبي، لتسطر من هناك لوحات البطولة والفداء، وتؤمن حدود وطنها، وتدحر العدو الغاشم، لتصبح بعد الله تعالى مصدر طمأنينة لكل المواطنين خلف ذلك الحد.

الأعين الساهرة هناك تبتعد عن رؤية أهلها وأبنائها من أجل شعيرة الجهاد في سبيل الله وحماية ثغور الوطن، يقومون بذلك كله في أجواء تسودها الروح المعنوية المرتفعة، وتحفها الحماسة والإيمان والعزيمة الصادقة، ويعززها حديث الرسول الكريم: "عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله".

وفي كل أرجاء الوطن أيضا تظل أعين رجال الأمن ساهرة منتبهة لرصد خلايا الضلال النائمة، تبقى تلك الأعين يقظة ضد مخططات الجماعات الإرهابية، تضحي بحياتها من أجل حياة وطن ومواطنين من خلفها.

لكل تلك الأعين الساهرة من أجلنا ومن أجل الوطن، نهنئكم بعيد الأضحى المبارك، وندعو الله لكم بالنصر والتمكين، ونسأله أن يعيدكم لمن تحبون بثياب الظفر والسداد.