أعاد عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور خالد الغامدي جدل علماء القراءات وعلماء اللغة حول حرية قراءة القرآن إلى الواجهة.

 وقال: إن كثيرا من علماء القراءات تناسوا الأصل الأصيل وهو حق الاختيار في القراءة للقرآن الكريم بإحدى القراءات المعروفة، وأصبحوا يفرضون على الناس نمطا معينا أو قراءة معينة، بحجة أنه يجب أن تقرأ كما عُلمت، في حين أن علماء اللغة أجمعوا على أن يختار الإنسان ما يشاء من القراءة بشروط معروفة.

وأشار الغامدي في المحاضرة التي قدمها في نادي الطائف الأدبي مساء أول من أمس، إلى أن  العلماء واللغويين لم يتحدثوا عن حرية اللغة نفسها وهو القالب الذي يحمل المفاهيم جميعها مشددا على أن جميع أنواع الحرية لا تأتي إلا من خلال القالب اللغوي نفسه.

 حرية القراءة

وأوضح المحاضر أن المقصود بحرية اللغة القرآنية تهيئتها لحمل المعاني والمقاصد الإلهية، وهذه المقاصد فوق مستوى المخلوق، وأنه لا يمكن أن تكون هذه اللغة بوضعها الإنساني مهيأة دون التهيئة الإلهية بهذا النص حتى تصبح قادرة على حمل هذه المعاني، وأن هناك وسائل لغوية عدة ومنها الانتخاب اللغوي وتعدد الأوجه وعمومية الخطاب وتحرير العبارة من قيود الزمان والمكان والأشخاص وهذا ما عبر عنه المفسرون، بقولهم العبرة في عموم اللفظ لا في خصوص السبب والتعالي على التصنيف، حيث إن النص القرآني يتعالى على أي تصنيف، وأيضا تفجير طاقات الكلمة الدلالية وكل ذلك سماها القرآن الكريم "التيسير".

إشكالات الجدل

وأضاف الغامدي: أن من يعد الحرية مسلمة في نظره فلا يكلف نفسه أن يخوض فيها تفسيرا وتبريرا، ومن يعدها مشكلة فإنه يتيح لنفسه فرصة الحديث عن معناها وقضاياها، منوها إلى إنها مسلمة باعتبار أن الله خلق الإنسان والأصل فيه الحرية وهناك شواهد على ذلك، فحينما يقع المجتمع في إشكالات في بعض العصور ويتجادل الناس حول الحقوق والواجبات من هنا تتحول المسلمة إلى إشكالية فيخوض الناس في مفهومها وفي حدودها.