خروج الشباب والهلال من البطولة الآسيوية قبل النهاية بخطوة كان متوقعا لأن المنافسين لهما نفس الطموح مثلنا بالضبط، وهو حق مشروع للجميع، لكننا، مع الأسف، ننسى أو نتناسى ذلك ولا نرى إلا أنفسنا وأننا الأجدر والأفضل والأحسن والأميز والأمثل والأكمل وعدوا إلى ما تشاؤون من مشتقات أفعل التفضيل هذه على طريقة آغا أم بي سي الذي لا يرى غير برنامجه والشاشة التي يطل منها مع المغنيات الحسان.

هل تأملتم ردود فعل خروج الهلال الذي يسمونه زعيما؟ والشباب الذي يصفونه ليثا؟

لم يكن ثمة زعيم أو ليث الأربعاء الماضي، فالمنافسة كانت في الملعب ولم تكن على صفحات الصحف ومايكروفونات القنوات.

كانت المنافسة على العشب الأخضر واستحق الفوز والتأهل من هما جديران به. هذه حقيقة يجب أن نقولها ونعترف بها لا أن نكابر ونعتقد أن الحظ سلبنا حقنا في الانتصار أو أننا خسرنا بأخطائنا ونحن من هزمنا أنفسنا على طريقة المتكبرين المكابرين والمغرورين فلا يسقط في النهاية سوى هذه الفئة، ونحن كنا كذلك نرى شبابنا وهلالنا غزالين رشيقين فاتنين وكأن على عيوننا غشاوة لم تمكنا من رؤية الترهل و(شوفة النفس) والدلع الزائد يسكنهما بخاصة غزالنا الأزرق الذي لم يحظ فريق سعودي من قبل بمثل ما حظي به من تدليل وتدليع وتسهيلات لاسترداد كرامة الكرة السعودية قارياً ودولياً لكنه خذلنا وخذل مدلليه.

وكم من مرة سدد الذين أعماهم حب الأزرق وتفضيله على الألوان الأخرى، أقول كم من مرة سدد هؤلاء ضرباتهم العاطفية الهوجاء لقتل المنافسة الشريفة وذبح عدالة الفرص وتكافئها المفترض، وقبل ذلك هم كانوا يطعنون الاحتراف الحقيقي الذي ننشده ونغذ السير إليه، يطعنونه، بتمييز فريق على آخر، في مقتل قبل أن نصل إليه!!

لستُ شامتا في الهلال ولا في مسؤوليه ولاعبيه وجماهيره، فلهم كلهم كل الاحترام والتقدير، ولكنني شامت في هذا الوضع المزري لإعلامنا أو على الأدق والأصح بعض طرحنا الكروي في الإعلام قنوات وصحافة، فهذا أكاديمي كان الحارس الأسبق لنادي الهلال يقول معلقاً على خروج فريقه وشقيقه الشباب إن الفريقين الكاسبين أقل بكثير من ممثلينا وإنهما لم يكونا ليفوزا لولا تراخي الخاسرين!! أو بهذا المعنى! بالله عليكم كيف ستتطور كرتنا ونحن بهذه الاستعلائية والفوقية غير المبررتين؟ لماذا لا نعترف ونقول إن الآخرين يتقدمون ويتطورون بشكل مذهل وحقيقي؟ هل شاهدتم ذوب هان الإيراني كيف سار بالنزال إلى حيث يريد بانضباطية لاعبيه وأدائهم التكتيكي البارع وروحهم التي تجلت في أرضنا وبين عشرات الآلاف من جماهيرنا؟ أما نحن فتوقفنا على أننا أسياد آسيا على مستوى المنتخبات وهذا كان في الماضي قبل عقد ونصف عندما حققنا بطولة آسيا سنة 1996 في الإمارات ومن نسميه الزعيم ونقصد به الهلال هو أيضاً كان زعيماً لآسيا في الماضي فآخر بطولاته القارية كانت في القرن الماضي!! أما كوريا الجنوبية واليابان فهما تتطوران ويتصاعد المستوى الكروي لديهما بشكل منظم وتدريجي وقد شاهدنا منتخباتهما وفرقهما في السنوات الأخيرة يثبتون أنهم يسيرون بالشكل السليم وبطرق علمية مدروسة في الميدان على أرض الواقع وليس في الخطب!!

أيضاً هناك ملاحظة وهو أن الدول الأخرى أو الاتحادات الكروية في إيران وكوريا وغيرهما يولون المدرب الوطني أهمية كبيرة ويدعمونه بالثقة والتدريب ومزيد من الممارسة أي أنهم لا يتخذونه مجرد فزعة لوقت معين ومجرد فاترينة لا أكثر!!

وأخيراً أريد أن أسألكم هل تعرفون رئيس الفريق الإيراني ورئيس الفريق الكوري؟ بالنسبة لي لا ولم أعرفهما حتى بمتابعتي لأربع نزالات جمعتهما مع الفريقين السعوديين، لكني في المقابل أعرف معظم رؤساء الأندية العربية خاصة هنا ليس بحكم القرب ولكن لأن رؤساءنا صاروا نجوماً أكثر من اللاعبين والمدربين فهم يصرحون قبل المباراة في التلفزيون والإذاعة والصحف ويصرحون بين الشوطين ويعلقون أخيراً عقب نهاية النزال بل ويظهرون أحياناً قدراتهم التدريبية والفنية حين يقيمون مدربيهم!!

هل هذه بيئة صالحة لكي تنمو فيها الكرة والرياضة التي نحلم بها؟