كل من شاهد الفيديو "الفاجعة" للإرهابي سعد العنزي قاتل ابن عمه، أدرك أن هناك من اخترق عقله الصغير، فأحدث فيه عطبا دائما، وزرع فيه مجسات تتحرك ناحية الهدف الذي يتم توجيهه إليه، بمعزل عن كل ما يجري حوله من أحداث، فلم يكن لدى القاتل من الوعي والإدراك والفهم أو حتى القدرة على الكلام وترجمة الأفكار؛ ما يؤهله لاتخاذ موقف واضح ضد شخص قريب منه كل هذه القرابة، وإنما تم تحويله إلى كائن متوحش، لو ترك طليقا سينقض على من هم أقرب من ابن عمه، بعد أن تمت إعادة برمجته وتحديدهم كأهداف.

ولعل المقتول غدرا مدوس العنزي، يرحمه الله، أدرك أنه من العبث تذكير هذا المنسلخ من كل قيمة دينية، بشيء من صميم الدين كالآيات القرآنية التي فيها نهي صريح عن القتل، أو التخويف من عذاب الله، خاصة بعد أن صرح بأنه سيقتل ابن عمه طاعة لله ورسوله! ومعتقدا أن الطريق إلى الجنة يمر بـ"مدوس"!

لذلك حاول إيقاظه من حالة التغييب بقيمة أخرى، يعيها حتى الجاهل، وتربط بينهما عبر موروث انتقل إليهم أبا عن جد "تكفى يا سعد" كانت آخر أمل لم يثمر لإنقاذه من بين فكي هذا الوحش، وغادر مدوس إلى خالقه نفسا مطمئنة مغدورة، لتبقى صرخته في أذن الكون، تهز كل الضمائر الحية، وتدق ناقوس الخطر في كل بيت.