بلغ عدد الفرنسيين المنخرطين في الخلايا الجهادية 85 في بداية عام 2013، إلا أن أعدادهم تضاعفت منذ ذلك الحين لتبلغ 1850 عنصرا، بحسب وزارة الداخلية الفرنسية ونقلا عن صحيفة "لوموند" الفرنسية. ونصف هؤلاء موجودون حاليا في سورية. مشيرة إلى أن حوالى 90 منهم لقوا حتفهم هناك. بينما عاد حوالى 200 من الذين توجهوا إلى سورية، وعزوا الأمر إلى التعب وخيبة الأمل.

وتقوم أجهزة الاستخبارات الفرنسية بمراقبة 1462 متطرفا مرشحا للقيام بأعمال إرهابية راهنة بعد أن تم تبليغ الأجهزة الأمنية بحوالى 3142 حالة تطرف منذ تشكيل خلية تلقي الاتصالات في أبريل 2014، التي مكنت الأجهزة من توسيع حلقة الأشخاص الخاضعين للمراقبة، دون أن تتمكن من سد الفراغ الناجم عن النقص في القدرات التقنية والبشرية اللازمة لمراقبة هذا الكم من الأشخاص، ولعل هذا يفسر إفلات بعض منفذي الاعتداءات السابقة من المراقبة. ومن بين المعلومات التي التقطتها الخلية أن 9% من الأشخاص الموضوعين تحت المراقبة سبق لهم أن توجهوا إلى سورية.


من هم المتطرفون؟


يصعب تحديد هوية جامعة للمتطرفين في فرنسا، إلا أن ما يوحدهم هو أنهم من المسلمين الذين عادوا للتدين، أو من غير المسلمين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، ومعظمهم من المهاجرين الجزائريين والمغاربة ومهاجري الساحل الأفريقي من سكان الضواحي الهامشية، وتظهر دراسة أجريت على هذه المجموعة أن 25% منهم هم من القاصرين، و35% من الإناث، و40% من معتنقي الإسلام الجدد، الذين هم في معظمهم "90% منهم" من الإناث والقاصرين، كما تشير الإحصائيات إلى أنه خلافا للتوقعات لا ينتمي معظمهم إلى الطبقات الفقيرة.

 





وسائل التعبئة

تتم التعبئة بنسبة 91% عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال أشرطة الفيديو التحريضية، ولعل أكثرها تأثيرا هي تلك التي يقوم بترويجها أمير جهادي يدعى عمر أومسن، الذي يتحدث الفرنسية، حيث يتوجه إلى الفرنسيين بلغة يفهمونها. ويروج لشرائط فيديو مسماة 19HH، في إشارة إلى عدد منفذي اعتداءات 11 سبتمبر 2001. أما H H فترمز إلى برجي مركز التجارة العالمي.

وتحتوي أشرطة الفيديو على صور صادمة وموسيقى شبه مغناطيسية. وفيها إشارات إلى أفلام أميركية مثل "ماتريكس"، و"سيد الخواتم". وتوحي تلك المشاهد للمتفرج بأنه بطل مختار يحارب من أجل قضية نبيلة لا يمكن لمحيطه أن يقاربها. تستوحي تلك الشرائط أيضا أجواء لعبة Assassin's Creed الإلكترونية، ما يسمح للشبان بتشرب العنف والتأقلم معه.


غسل الأدمغة

وتعمد شرائط الفيديو إلى استباق أي انتقاد قد يتعرض له المتطرف من خلال إطلاق هذا الشعار "سوف يقولون عنك ضال وبعيد عن تعاليم الإسلام، وإنك تغيرت بعد أن كنت أفضل حالا فيما مضى. سوف يقولون عنك إنك أخضعت لغسل دماغ وسوف يحتقرونك".

ولا يتم توجيه كل الجهاديين الفرنسيين الملتحقين بسورية إلى أرض المعركة، بل يتم إلحاقهم بالشرطة والإدارة وتوزيع المؤن. أما الإناث فلا يحق لهن الاشتراك في القتال، إنما يتم تكليفهن بتربية الأولاد، وبتعبئة إناث أخريات على مواقع التواصل الاجتماعي.