ليست كل القوائم التي تطالعنا بها دوائر الرصد وأقسام الإحصاءات هي الأصدق.. هناك آخرون يسقطون من القوائم والأسباب كثيرة!

وزارة العدل نشرت إحدى القوائم وأثارت مُجددًا -مشكورة- إحدى القضايا الاجتماعية المسكوت عنها، وهي المتعلقة بـ"عضل النساء".. تقول العرب عَضَل الأمر أي اشتد واستغلق.. ويقال عضَل عليه أي ضيّق عليه وحال بينه وبين مراده، وقيل: منعه وحبسه عما يريد، وعضل المرأة أي منعها من الزواج ظلما.. وفي القرآن الكريم "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن".

أسكن إحدى الجهات الأربعة التي تُفضّل كثير من النساء فيها أن تُدفن حيةً، ولا تشكو والدها، أو تقف أمامه في محكمة أو قسم شرطة!

العادات الاجتماعية متشابهة في أكثر المناطق، وحينما أتحدث عن حائل ورفحاء، فأنا أتحدث عن نجران وعفيف والطائف..

الذي أعنيه وأدخله في دائرة "ربما"؛ هو أن أكثر المناطق المتوقعة عضلا للنساء هي التي اختفت من قائمة الأكثر..!

المناطق ذات التركيز القبلي تنشط فيها العادات والتقاليد إلى درجة كبيرة تجعل المرأة تفكر ألف مرة قبل أن تتقدم بدعوى ضد والدها أو شقيقها، هي تدرك أنها تسير نحو الهاوية.. كيف تجلب العار للعائلة بقولها "أريد أن أتزوج"!

محاكم الأحوال الشخصية -وهذه معلومة تضمنتها قائمة وزارة العدل- استقبلت العام الحالي 701 قضية عضل تتعلق بفتيات رفض أولياء أمورهن تزويجهن من رجال يوصفون بالكفاءة!

لا يفترض بوزارة العدل إصدار قائمة بأكثر المناطق التي استقبلت محاكمها قضايا العضل، بينما هناك مناطق تموت المرأة دون أن يمكنها والدها من حقها الفطري في هذه الحياة..

هناك 20 فتاة تم تزويجهن عام 1436 بعد إسقاط ولاية أولياء أمورهن.. هذا أمر سار. عضل النساء جاهلية مقيتة، وشكل متجدد من الوأد.. والسكوت عنه من الفعاليات الاجتماعية أمر غير مفهوم، اللهم إلا إن كانوا من أسبابها.. أقترح إعادة رسم القائمة مجددًا على هذا النحو: مناطق لم تدخل قائمة العضل، والأسباب مجهولة.