باللغة الدارجة، عندما "تبلف" شخصا فإنك تثير فيه الحماسة للقيام بأمر ما، وذلك لمعرفتك السابقة أن هذا الشخص سريع الانفعال، وبالتالي سيتحمس لأي كلام يقال له، وأنت عندما تقوم بذلك، فقد تكون غايتك النهائية هي "الطقطقة" على صاحبنا المذكور!

هو نوع من اللؤم والخبث إلى حد ما، وربما يكون لمجرد الضحك فقط، أو ربما يتعدى ذلك، وهو في هذه الحالة تصرف لا أخلاقي ولا إنساني!

عادة ما تكون هذه النوعية من "المبلوفين" من الفئة طيبة القلب التي تتأثر بسرعة لأي كلام يقال لها، لكن هذا لا يمنع أن يكون "المبلوف" من العقلاء المشهود لهم بالذكاء والفطنة، إلا أنهم يتعرضون في مرحلة ما من حياتهم إلى بعض الضغوطات، مما يجعلهم فريسة سهلة لهؤلاء "البالفين"!

هناك أشكال متعددة لعملية "البلف" ذاتها، فقد تكون على مستوى الأفراد، وقد تتعدى إلى مستوى الجماعات والمنظمات، أما الأسوأ من ذلك، فإنها ربما تتعدى إلى مستوى الدول!

إن تكلمنا على مستوى الأفراد، ربما يكون "المبلوف" صديقك المقرب الذي تم "بلفه" ضدك فتحول في يوم وليلة إلى أحد الناقمين عليك!، أما على مستوى الجماعات والمنظمات، فحدث ولا حرج، فهناك صراعات طاحنة كلها كانت بسبب "بلفة" صغيرة لأحد منسوبي هذه الجماعة أو تلك، أدت في النهاية إلى مهازل أضحى الحليم فيها حيرانا!

بقي لنا أن نتكلم عن "البلفة" على مستوى الدول، والحديث هنا ذو شجون، فقد تتعرض دولة معينة إلى "بلفة" خبيثة من دولة أخرى تتحول على إثرها الدولة "المبلوفة" إلى ما يشبه "الروبوت" الذي تتحكم فيه الدولة "البالفة"، وهذا النوع من "البلفات" هو أشرسها على الإطلاق، فعواقبه وخيمة وتبعاته لا تعد ولا تحصى! حسنا.. إن مفهوم "البلف" ربما تطور وتشعب في هذا العصر، فأصبح صناعة معقدة لا يتقنها إلا العارفون. فاحذر يا صديقي من هؤلاء، كي لا تصبح في يوم ما "مبلوفا" مع مرتبة الشرف!