أكثر ما يزعجني حين يكون الحديث عن الأسر المنتجة في السعودية؛ هو البعد التام بين الحقيقة والواقع. فكم من ملتقيات ومنتديات ومعارض تدعي دعمها للأسر المنتجة لكن أغلبها -للأسف- بهرجة وفلاشات، ثم تكريم رعاة في نهاية الحفل مع توزيع ابتسامات هنا وهناك مع قليل من الشعارات الرنانة.. ثم تعود الأسر المنتجة أدراجها بعد أن تكون قد أدت دورها التشريفي بالحضور والتصوير!

ولأن بصيص الأمل دائما لا ينقطع؛ ساقني قدر الله وعرفت بالصدفة مشروعا رائدا ورائعا في مكة المكرمة باسم "تكامل لصالح وطن".

والأجمل أن القائمين عليه لم يستهدفوا الفلاشات هذه المرة، بل اتجهوا مباشرة نحو الهدف فأنشؤوا حاضنة متكاملة وعلى أعلى مستوى من التجهيز والإتقان، ثم استهدفوا الأسر المنتجة، ودربوهم ثم منحوهم مكافأة تعينهم في فترة التدريب، بل والأجمل أنهم يسهلون لهنَ الحصول على قروض ميسرة للبدء الفعلي في تدشين مشروع بسيط، وهذا بالتحديد ما تحتاج إليه الأسر، وأقصد بالاحتياج هو إكمال الدائرة كاملة حتى يتحقق الهدف الكامل "دعم+تدريب+معونة+قرض ميسر+متابعة" هذه الحلقة حين تكتمل وقتها؛ نستطيع القول إن هذا هو الدعم الحقيقي للأسر المنتجة، وما أتمناه اليوم هو استنساخ التجربة وتعميمها على جميع مناطق المملكة.

وهنا في مكة المكرمة بإمكان الأسر المنتجة أن تكون في مصاف الإنتاج المحلي حين تركز وتنتج الهدايا التي يحرص على شرائها الحجاج والمعتمرون، وحينها سنستغني عن استيراد هدايا من الصين، ثم نبيعها في مكة ويأخذها الحاج إلى بلاده وكأنها من صنعنا!

خاتمة: أتمنى من جميع الجهات ذات العلاقة دعم هذا المشروع من باب تفعيل مبادرة خالد الفيصل الحلم "صنع في مكة".