في السنوات الأخيرة، بدا كل شيء في مجتمعنا متخلخلا، قابلا للتحريك والتغيير، بل والإزالة والاستبدال، بما في ذلك العادات والقيم والمفاهيم، حتى الذي ارتبط منها بالديني، وبدا مما يصعب تغييره، لكن الآليات الجديدة والمبتكرة للتغيير أتت أكلها بشكل فاق جميع التوقعات، وأوضح مثال على ذلك تعاطي المرأة السعودية مع وجهها، الذي اعتبرته قبل الآخرين "عورة" يجب عليها تغطيته وستره، حتى إنها أوغلت في التوجس من الكاميرات، فصارت تضع غطاءا على كاميرا الـ"لابتوب" والـ"آي باد"، واستشرت الإشاعات حول بعض النقاط على بعض المنتجات التي في محيطها؛ بأنها كاميرا مموهة، لكننا الآن نجد هؤلاء السعوديات يصورن أنفسهن في المناسبات والأعياد وفي كل وقت ويتبادلن هذه الصور عبر "سناب شات"، وهن مدركات أن هناك أكثر من طريقة لسرقة الصورة دون تصوير الشاشة، لكن الفتاة على ما يبدو تعتمد على ثقتها بمن ترسل إليها الصورة، والغريب أن تضع هذه الدرجة العالية من الثقة في 100 أو 300 ممن حولك! وحتى نثبت أن الأمر ليس ثقة بقدر ما هو خلخلة وتغيير في المفاهيم، فإن كثيرات يعلمن عن الدراسات التي قام بها محترفون وأثبتت أن "سناب شات" غير آمن ومخترق ولا يمكن الاعتماد على سرية الصور فيه، ومع ذلك، ما زالت السعوديات يتبادلن صورهن في أوضاع غير محتشمة.