تحفظ المشرف العام على فرع رئاسة الإفتاء بالقصيم، أستاذ الفقه بجامعة القصيم الدكتور خالد المصلح على وصف جهود العلماء في "إنزال قواعد الدين" على شبهات أهل الفكر الضال "بالمقصرة" ، مع كونه أكد على وجود نوع من "عدم المواكبة" بسبب كثرة الأحداث وتسارعها، مطالباً بمزيد من التواصي في مضاعفة الجهود.

مبيناً في حديثه لـ"الوطن" أن الجهد على العلماء عظيم، والمنشود منهم قد يفوق طاقاتهم، مع كونهم قاموا بجهود صرف الله بها الشر العظيم عن الأمة، مشيراً إلى أن إصلاح المجتمع وتقرير الحق وهداية الناس لا تقتصر على كم المعلومات التي يمتلكها العالم، بل الأمر يتجاوز ذلك إلى "معرفة الواقع" كي يتم إنزال النصوص والقواعد عليه.

حماية فكرية

جاء ذلك خلال اللقاء الأول الذي أقيم أمس لمسؤولي التوعية الإسلامية بمدارس الإدارة العامة للتعليم بالقصيم بالمشرف العام على فرع رئاسة الإفتاء، الدكتور خالد المصلح، تحت عنوان "دور المعلم في الحماية الفكرية"، والتي تدخل ضمن الأنشطة والبرامج المنبرية لإدارة التوعية الإسلامية، المتزامنة مع حملة أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود "معاً ضد الإرهاب والفكر الضال"، وذلك في مسرح مدينة الملك عبدالله الرياضية بمدينة بريدة.

وأشار المصلح إلى أن "التوعية الإسلامية" هي الروح الحقيقية لتطويع الفكر وتقويمه، مشيراً إلى أن "التأصيل الشرعي" ليس حلقاً قرانية، أو حفظاً، أو مناهج دراسية فقط، بل الأمر يتجاوز ذلك إلى ما هو أكثر عمقاً من خلال الممارسة والسلوك والقدوة، مبيناً أن التأصيل الشرعي قد يكون من خلال "ابتسامة" أو "مزحة" عابرة تستطيع من خلالها تمرير قاعدتك أو هدفك الشرعي.

تربية وتطويع

وشدد المصلح على ضرورة أن يكون قبول وتقبل المخالف بكل فئاته نابع من "تربية وتطويع" فكري وسلوكي، محذراً في الوقت نفسه من منزلق "تسويد المجتمع" و"انتقاص الرموز" الذي يقع فيه الكثير من المنظرين والمتابعين، الذين لا يقفون إلا على مساوئ ومناقص الأمور، ويتركون جلها الصحيح والحضاري، مشيراً إلى أن مثل ذلك المنهج الفكري يقود في أحايين كثيرة إلى "عزلة مجتمعية" وتشتت في الهوية يسهل بسببه اختطاف الفكر وانحرافه، وهو ما يسعى إليه منظرو ومروجو الأفكار الهدامة والمعادية للدين أو الوطن.