بهذه الكلمات التي أخذتها عنوانا للمقال أكدّ خادم الحرمين الشريفين في برقيته للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال أيام العيد؛ وقوف المملكة إلى جانب شقيقتها اليمن برغم أنف الحاقدين، إثر هذه المحنة التي عاشها اليمن طيلة الفترة السابقة، ومع قراءة متواضعة أمام هذا البرقية الملكية الجديرة بالدراسة من قبل الدوائر السياسية والمحللين وأصحاب الفكر، وتجاه فحوى المعاني التي تجلت في ثناياها الموجهة للأشقاء في هذا البلد الذي لعبت به قوى الشر.

وقد نصت على ذلك برقية الرئيس اليمني الذي قال: "استجبتم لندائنا الأخوي بعد أن هددتنا قوى الشر"، يشير بذلك إلى الحوثيين ومن ورائهم المخلوع صالح وقوى الشر التي تديرها أصابع إيران الصفوية الحاقدة. إن هذا التلاحم الذي لمسته في البرقيتين اللتين تم تبادلهما بين الزعيمين تدلل عموم كلماتهما على ما يجسّد العلاقة الحميمة بين الشعبين الشقيقين في مراحل تاريخية، يدركها العقلاء في البلدين.

إنني على يقين أن في مضامين الكلمات المتبادلة ما ينّم عن عمق المحبة والشعور بالمسؤولية من قيادة المملكة تجاه الأشقاء في اليمن لأسباب لا يجهلها أبناء الشعبين فضلا عن حكماء البلدين، وفي مقدمتها العمق التاريخي الذي يجمع بين البلدين، والأخوة الصادقة بين أبناء القبائل اليمنية أنفسهم، واللحمة الإسلامية التي تفوق نسبتها في اليمن 80% من أبنائنا أهل السنة برغم تعدد الأحزاب والجماعات، لكن الغالبية هذه ضد الحوثي المتمرد الذي خرج على الشرعية في اليمن الموحد، كذلك من الأسباب التي قادت البلدين إلى الوقفة المشرفة للتحالف مع اليمن ذلك الاتفاق الشرعي على الرئاسة بانتخابات نزيهة، أعطت الشرعية للرئيس هادي، ولكن المخلوع صالح وأنصاره لم يرق لهم هدوء اليمن واستقراره؛ فباعوا اليمن إلى قوى الشر البغيضة في إيران التي كان آخر شواهدها ما تم ضبطه من قبل التحالف على مقربة من الحدود العمانية من سفينة صيد كانت تحمل كميات من الأسلحة والعتاد الحربي؛ ما أعلن عنه في حينه قبل يومين، وهذا مع الأسف ما دفعت به إيران إلى اليمن لتزيد النار وقودا، وليتحقق معنى قوى الشر الذي أكد عليه الرئيس اليمني هادي عندما وصف إيران وغيرها بأنها لا تريد الاستقرار لليمن وأهله.

إن ما يجمع بين الشقيقتين -السعودية واليمن- أكبر من أن تعكر صفوه ألاعيب إيران والحوثي والمخلوع صالح؛ لأن العقلاء في البلدين يدركون عمق المسؤولية وأخذ سفينة اليمن إلى بر الأمان الذي قادته المملكة مع دول التحالف لتعود الشرعية إلى اليمن السعيد، وليتحقق عنوان المقال الذي ركز عليه خادم الحرمين الشريفين بما نصه في البرقية "الاستقرار سيعود إلى اليمن السعيد رغم أنف الحاقدين"، ولقد تابعت كغيري ما يكتب إعلاميا عن هذه الوقفة الشجاعة لدول التحالف تجاه اليمن؛ لإدراكنا جميعا أن عمق السعودية والخليج هو لحمة واحدة وجسر واحد لا يتجزأ، وخاصة في هذه المرحلة التي توقد فيها شياطين إيران اللعبة القذرة تجاه ما يجري في المنطقة كلها، بدءا من العراق ثم سورية ولبنان ثم اليمن.

تحية للشعب اليمني الصامد ولجنودنا البواسل على الحد الجنوبي ولكل منصف عاقل يريد السلام والأمان للعالم، وصدق الله تعالى إذ قال: (إِن تمسسكم حسنة تسؤهم وإِن تصِبكم سيِّئة يفرحوا بِها وإِن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا إِن الله بِما يعملون محيط). حمى الله اليمن وأهلها من كل مكروه.