كشفت أمطار محافظة جدة، عن تفاعل سريع بين الفرق التطوعية والمتطوعين من الشباب، في تقديم الخدمات الإنسانية واللوجستية للمتضررين جراء الأمطار، إضافة إلى تحرك عاجل من جانب القطاعات الحكومية المشاركة في إدارة أزمة الأمطار، وفتح قنوات تواصل منظمة بين الجهات الرسمية ذات العلاقة، لتقديم المساعدات ودعم المتضررين ومساندتهم.

وتم إنشاء غرفة عمليات لإدارة أزمة الأمطار من خلال التواصل مع الفرق التطوعية وعددها نحو 40 فرقه تطوعية، تضم ما يقارب 1700 متطوع في مختلف الأحياء، إذ عملت على توزيع هؤلاء المتطوعين من خلال غرفة عمليات اتصال مشتركة، إلى مواقع المتضررين لتقديم المساعدات.


عون ومساعدة


أكد الأمين العام لتنمية قطاع الشباب في منطقة مكة المكرمة الدكتور خالد الحارثي، وجود تفاعل ملحوظ من جميع الجهات الحكومية والفرق التطوعية، في تقديم العون والمساعدة والمساندة للمتضررين جراء الأمطار في كافة أحياء المحافظة. وأوضح أنه جار الإعداد حالياً لخارطة طريق موحدة للأعمال التطوعية في المنطقة، من خلال توحيد السياسات والإجراءات بين الجهات ذات العلاقة. وأشار خلال اجتماعه أمس مع جمعية مركز الأحياء بمحافظة جدة، إلى ضرورة توحيد الجهود التطوعية بين القطاعات الحكومية والخاصة، بهدف الوصول إلى عمل مؤسسي احترافي في هذا الشأن، فيما شارك في الاجتماع عدد من الجهات والفرق التطوعية، مثل الغرفة التجارية، وأكاديمية دلة للعمل التطوعي.

 


خارطة طريق


بين الدكتور خالد الحارثي خلال الاجتماع أن رؤية وتوجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، دعت إلى رسم خارطة طريق واضحة للعمل التطوعي في المنطقة، وفق عمل مؤسسي ممنهج، للاستفادة من طاقات الشباب والشابات ووضعها في إطار مهني يخدم أهالي المنطقة ومحافظاتها، خصوصاً في وقت الأزمات. وأضاف أن جمعية شباب مكة للعمل التطوعي هي إحدى مبادرات إمارة منطقة مكة كأول جمعية على مستوى السعودية بعد أن رأت ذلك العمل المشرف الذي قام به شباب وفتيات مدينة جدة، إبان أزمة السيول عام 1430 وما تلاها عام 1431.


مظلة حاضنة


قال الأمين العام لتنمية قطاع الشباب في المنطقة إن دور الجمعية ومهامها أن تكون حاضنة ومظلة عمل مؤسسي لتنظيم وتوطيد وتطوير جهود الشباب في العمل التطوعي، وتسعى إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها تعزيز مفهوم العمل التطوعي، ونشر ثقافته، وترسيخ أصوله وقواعده، وتعزيز قدراته في المجتمع السعودي من خلال تفعيل الشراكة في العمل التطوعي المؤسسي بين الجمعية من جهة ومؤسسات المجتمع من جهة أخرى وأفراد المجتمع لتعميم الفائدة على الجميع. وأضاف أنها تسعى إلى تكريس انتماء المتطوع إلى مجتمعه، وغرس روح الانتماء وحب الوطن، واستغلال طاقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع، وإعطائهم الفرصة كي يؤدوا واجبهم نحو مجتمعهم، وتهيئة الشباب المتطوع عملياً ومعنوياً للعمل مستقبلا.

منظومة متكاملة


ذكر الحارثي أنه تم الحرص على الاجتماع مع الجهات ذات العلاقة، من أجل وضع منظومة متكاملة للأعمال التطوعية في منطقة مكة المكرمة، والوصول إلى رسم خارطة طريق للأعمال التطوعية خلال العام. وأضاف "يتضح جلياً لأي متابع حرص شباب وشابات منطقة مكة المكرمة للمبادرة والتفاعل بهدف خدمة منطقتهم، وهذا ليس بغريب على هذه الفئة، فالتجارب السابقة كشفت معدنهم من دون تزييف". وأكد أن إمارة مكة المكرمة تحرص من خلال الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب، على توظيف هذه الطاقات الموجودة لدى الشباب والشباب، لخدمة الدين والوطن، وتحقيق رؤية القيادة في تطوير المنطقة في كافة المجالات.