هذه خارطة طريق مقترحة أوجهها بكل حب واحترام إلى رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الفاضل بندر عسيري:

1 - الدور الحقيقي الذي كلفت به هو تنظيم صناعة كل ما هو مرئي ومسموع ببناء الأنظمة واللوائح التي تخدم الصناعة الإعلامية، لذلك صانعو هذا الإعلام هم أول من يجب أن يجلسوا على طاولتك ليقولوا ما يحتاجون.

2 - أول ملف في مكتبك سيكون مقلقا بالنسبة إليك، وهو كيف يمكن أن تتوازن الخصوصية السعودية وصناعه الإعلام، وكيف يمكن إرضاء المحافظين، وهذه قد تراها منطقة ألغام ساخنة، ولكننا قد نكون موهومين بوجود هذه المنطقة، فالتنظيمات بوضوحها العالي ستراعي كل ذلك، وستجعل الإعلام استثمارا علنيا منظما بلوائحه أمام الجميع.  

3 - إذا أردنا إعلاما مرئيا ومسموعا متيناً، فعلينا أن نمنحه تنظيمات حقيقية وعادلة تتوافق مع ما يحدث في العالم المعتدل، تخرجه من الموقف المحرج الذي يعيشه إعلامنا الآن بضبابية الاستثمار فيه، ووجوده أحيانا بين منطقة الحلال والحرام عند كثير من المسؤولين. وتذكر أن بلادنا قد حسمت هذا الأمر ودعمته منذ عهد الملك عبدالعزيز عندما شرع الإذاعة في أول قبول رسمي من الدولة.

4 - لابد من الحذر من عملية اختطاف ورقية قد تقع فيها من فريق يلهيك بأوراق العمل اليومية. وهي خديعة كبرى تجعل عقلك الباطن مرتاحا بالظن أنك مشغول يوميا بالإنجاز لوطنك، بينما أنت مختطف عن عملك الاستراتيجي.

5 - علينا أن تتذكر أننا ما زلنا نعيش مرحلة تشبه "التغبيش" في إعلانات الشوارع، مثلا: هذا التغبيش هو اختزال لحالة من الأنظمة التي لم ينظمها أحد بل باتت عرفا، ولم تخضع لنظام دولة، إنما أفكار يفرضها البعض لأسباب مختلفة. لذلك عليك أن تحسم مثل هذه الأمور الصغيرة والكثيرة بالأنظمة واللوائح.

6 - لو بحثت عن أنشطة الدول المجاورة في تعزيز قوة الفنون ومنحها دورا في صناعة التأثير، لوجدت أن العواصم العربية المحيطة بنا تشجع ذلك بشراسة، تحت مظلة قانونية تتيح للإعلام وفنونه أن يحقق تأثيره الخاص به. أبو ظبي مثلا، إذا قمت بالتصوير داخلها فإنها تضمن أن تعيد لك 30% من ميزانية العمل الفني.

7 - الفنون في بلادنا لا يمكن اعتبارها أبدا ترفيها زائدا عن الحاجة الوطنية. بل إنها قوة ناعمة مهمة ومؤثرة وجاذبة تحتاج إلى أنظمة واضحة كالشمس، ولا خجل منها، ومن أهم  شروط هذا الاعتراف وجود حاضنة قانونية وليس بالعرف والعادة والاجتهاد.

8 - أنت قادم من داخل معاناة الصناعة الإعلامية وتعلم تفاصيل ما يحتاجه الصناع والمستثمرون المحليون أو الدوليون، وللحق أن الجميع يحترمك ويتفاءل بك وينتظر منك الكثير، من أهمها وأولها بناء تنظيمات وتشريعات تجعل صناعتنا الإعلامية تليق بمملكتنا في عهد ملك لفت أنظار العالم واهتمامه إلينا.