على الرغم مما يقال، إن تشخيص الداء هو أول خطوات العلاج، إلا أن أدواءنا تم تشخيصها منذ زمن، وما زلنا نئن من أوجاعها، ونعاني ويلاتها، ومن هذه الأدواء "مشاكل الطرق" برداءتها، أو كثرة الازدحام فيها، أو سوء تخطيطها، ما يجعلها بمثابة كمائن تترصد العابرين لتتخطفهم، وأكاد أجزم أن في كل مدينة ومنطقة تحويلاتها وشوارعها ودواراتها ذات التخطيط السيئ أو العشوائي، والتي يعرف سكانها جيدا أنها مظنات للموت بالغة الخطورة، بل ويستطيعون تعداد من التهمهم هذا الطريق أو ذاك تحت أنظار المسؤولين عن هذا الخلل، بل إن بعض المواطنين من المخلصين الحريصين كاتبوا المسؤولين ونشروا في الصحف ونادوا حتى بحت أصواتهم، ولا حياة لمن تنادي، لذلك فحادث طريق العقير في الأحساء الذي أودى بحياة شاب وعروسه بعد أسبوعين من زواجهما في مشهد مأساوي حد الذهول؛ ما هو إلا رقم آخر في سجل ضحايا هذا الطريق الذي اشتهر عند الأحسائيين بـ"طريق الموت" وسط تقاذف جهات عدة كرة المسؤولية التي ضاعت بين إدارة النقل والطرق، والمرور، والمقاولين!

ويبقى المواطنون يقدمون الضحايا لهذه الطرق، من العابرين الذين يجهلون خطورة المكان إلى أجل غير معلوم.