أعادت العملية التي شنتها جماعة "المرابطون" التابعة لتنظيم القاعدة، بقيادة الجزائري مختار بلمختار، مؤسس كتيبة "الموقعون بالدماء"، الضوء مجددا إلى الجماعة الإرهابية، ودفعت القوى الغربية إلى التفكير جديا في الربط بين مواقع التهديد الإرهابي ومصادره، مع مراعاة التحذيرات التي سبق أن أطلقها مسؤول أميركي حول الجماعات الإرهابية في إفريقيا.

وعزا المحلل السياسي مارك فيشر توسع الجماعات الإرهابية في منطقة المغرب العربي إلى الدعم الذي تلقته في السابق من القذافي، وكميات الأسلحة الهائلة التي استولت عليها بعد سقوطه، مما مكنها من السيطرة على مناطق في الجزائر ومالي.




تسليط وسائل الإعلام الغربية الضوء مجددا على زعيم جماعة المرابطين، الجزائري مختار بلمختار، ومسؤوليته المشتركة مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة بالمغرب، عن الهجوم على فندق راديسون بعاصمة مالي باماكو، أول من أمس، يعني أن الغرب – لأول مرة – أخذ على محمل الجد مسألة الحرب على الإرهاب العالمي، بالربط بين مواقع التهديد ومصادره، والتحذيرات المهمة للقيادة الأميركية في إفريقيا.

وحسب المحلل السياسي ماكس فيشر، فإن توسع الجماعات المسلحة في المغرب العربي، بقيادة

بلمختار، جاء نتيجة دعم معمر القذافي لقبائل الطوارق والمجموعات العرقية الكبيرة، التي تقيم بمناطق متلاصقة في ليبيا، والجزائر، ومالي، والنيجر.

وأشار فيشر إلى أن القذافي مول أعدادا كبيرة من الطوارق الذين دافعوا عن نظامه ضد الانتفاضة المسلحة في2011، وعندما سقط القذافي استولى الطوارق على كميات من تلك الأسلحة وسيطروا على مناطق في الجزائر ومالي.




الموقعون بالدماء

إذا كان تنظيم القاعدة بعد عام 2011 جعل الأوضاع في إفريقيا والشرق الأوسط أسوأ بكثير، فإن البداية كانت في عام 1989، مع تأسيس جبهة الإنقاذ بالجزائر، التي حولت المشهد الديمقراطي إلى دموي، خسرت فيه الجزائر 150 ألف ضحية و10 سنوات من الخراب والدمار.

ونتيجة للضربات الموجعة التي وجهها الجيش الجزائري للجماعات المتطرفة، نهاية التسعينيات، انسحب بعضها باتجاه شمال مالي، وتغلغلت في النسيج الأزوادي، وكان من أبرز الأسماء بلمختار، الذي أسس لاحقا كتيبة "الموقعون بالدماء" وبرز أسمها مرتين: مع العملية الإرهابية في عين أميناس بالجزائر عام 2013، بعد عزله من زعامة كتيبة الملثمين، من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، ثم مع الهجوم الأخير على فندق راديسون في عاصمة مالي أول من أمس، بالتنسيق مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي.


 


استهداف أوروبا

يبدو أن الغرب كان بحاجة لصدمة جديدة بعد أسبوع تقريبا من أحداث باريس المأساوية في 13 نوفمبر الجاري، ليراجع جديا تحذيرات قائد القيادة الأميركية في إفريقيا الجنرال كارتر هام التي أطلقها عام 2014 " بأن قوسا متطرفا خطيرا جرى تشكيله في إفريقيا – في غفلة من الزمان هي عمر الأزمة السورية - يمتد من نيجيريا والصومال ويمر عبر مالي وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا، وهدفه النهائي الغرب، بداية من سواحل أوروبا.






مختار بلمختار

مواليد عام 1972

1998: انضم إلى جماعة الدعوة والقتال

2007: عضو في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب

أمير منطقة الصحراء

أمير جماعة الملثمين

مؤسس كتيبة الموقعون بالدماء