حكمت الهيئة الطبية الشرعية بالمدينة المنورة بصرف النظر عن قضية وفاة مواطن في مركز القلب بالمدينة المنورة، لعدم حضور المدعي لجلستين متتابعتين، إضافة إلى عدم ثبوت أي خطأ طبي في التعامل مع الحالة، وذلك بعد شكوى أهل المريض، وادعائهم حدوث إهمال من الاستشاريين اللذين تابعا المريض.  

وكانت جلسات نظر القضية قد شهدت استجواب طبيبين بمركز القلب بالمدينة المنورة أمام الهيئة الصحية الشرعية، عن مسؤوليتهما عن وفاة المواطن العام الماضي، حيث اتفق الطبيبان على أن الاستشاريين المشرفين على الحالة لم يكونا موجودين عندما تدهورت حالة المريض، وأن أحد الاستشاريين اكتفى عند إبلاغه بطبيعة الحالة بإعطاء التعليمات عبر الهاتف.

وقال الدكتور عبد العليم إسحاق، خلال إفادته أمام الهيئة الشرعية، إن "المريض (س. س. ر) خضع لعملية قلب مفتوح لزرع شريانين، وإصلاح صمامين، ثم نقل إلى العناية المركزة، حيث كان متصلا بجهاز التنفس الصناعي، ثم قرر الاستشاري، ورئيس قسم العناية م ، ن إزالة الأنبوبة الحنجرية، وفصل الجهاز التنفسي الصناعي عن المريض، مع توصية بإعطائه 100 مكيروجرام من عقار الفنتانيل المخدر؛ وبعد التحليل تبين ارتفاع نسبة حموضة الدم، وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون بدرجة عالية، مع درجة وعي متوسطة، فطلبت من الممرضة استدعاء الاستشاري من مكتبه، إلا أنها لم تجده في المركز، وخلال ذلك انخفض معدل تنفس المريض بصورة كبيرة، وتباطأت ضربات القلب، فقام طبيب التخدير بتوصيل المريض مرة أخرى بجهاز التنفس".

وأكد أنه "خلال تلك المحاولات لإنقاذ المريض لم يكن الاستشاري أو الأخصائي المشرف على الحالة موجودا، وبالاتصال بالاستشاري وجه هاتفيا باستمرار المريض على جهاز التنفس الصناعي".



أوامر هاتفية

وقال الدكتور إسكندر خان أمام الهيئة الشرعية "وفقا لتوجيهات الاستشاري أزلت الأنبوبة الحنجرية، وجهاز التنفس الصناعي عن المريض، ووضعته على جهاز bipap، وكانت نسبة الأكسجين في الدم غير مستقرة، فاتصلت بمنتصف الليل بالاستشاري " ط ، م " حيث أمر هاتفيا بزيادة نسبة الأوكسجين الموصل للمريض، ومل علاج طبيعي للصدر واستنشاق موسع للشعب الهوائية، فلاحظنا أن المريض يتنفس بصعوبة، وكانت غازات الدم غير مرضية، فعاوت الاتصال بالاستشاري، مقترحا استخدام جهاز التنفس الصناعي، ولكنه نصح باستمرار جهاز bipap، ولكن قلت نسبة الأوكسجين عند المريض، وضربات القلب، وضغط الدم، فقام طبيب التخدير بإعادة الأنبوبة الحنجرية، ومعاودة الاتصال بالاستشاري لإفادته مجددا عن حالة المريض"، مشيرا إلى أن الاستشاري حضر إلى المستشفى بعد عدة ساعات.  



تبرئة مركز القلب

وقال مصدر لـ "الوطن"، إن "الاستشاريين والأطباء طلبوا في بداية المحاكمة عرض القضية على مدينة الملك فهد الطبية لإعداد تقرير فني عن حالة المريض، ولكن الهيئة الشرعية استندت في حكمها على خطاب مدير مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض القلب للقوات المسلحة الذي أفاد حسب اللجنة الشرعية الخاصة به بعدم ثبوت وقوع خطأ طبي".

 وأضاف أن "أهل المريض أعلنوا اعتزامهم استئناف الحكم، مصرين على حدوث إهمال من مركز القلب أدى إلى وفاة المريض، ومن مظاهره خروج الاستشاريين أثناء دوامهما، ومتابعتهما المريض بالهاتف".

وكان وزير الصحة قد وجه بتشكيل هيئة صحية شرعية للنظر في الشكوى المقدمة من أهل المريض، الذين زعموا فيها حدوث أخطاء مهنية صحية أدت إلى وفاة المريض.