بعد الزهور والشموع التي أودعت في ساحة الجمهورية "لا ريبوبليك" قبل نحو أسبوعين، تكريما لضحايا مجزرة 13 نوفمبر الجاري، استقرت آلاف الأحذية في الساحة منذ السابعة من صباح أمس.

جاء ذلك تعبيرا عن رغبة الفرنسيين في التعبير عن موقفهم من مخاطر التلوث والاحتباس الحراري وتغيرات المناخ، رغم الحظر الأمني وحالة الطوارئ التي تسببت بإلغاء مظاهرة كبرى تزامنا مع قمة المناخ التـي ستـبدأ فعالياتها اليوم.

المبادرة أطلقتها منظمة "آفاز" غير الحكومية التي اعتبرت أنها طريقة رمزية لإيصال رسالة إلى الرؤساء المشاركين والعالم أجمع، بأن سكان باريس متحدون دائما للدفاع عما يحبونه ولن يتمكن الخوف والرعب والإرهاب مـن إسكات حلمهم الجماعي في مستقبل نظيف، وقال مسؤولون في المنظمة: إن في ساحة الجمهورية بباريس مسيرة محظورة، لكن عدد الأحذية 22 ألف. مشيرين إلى أن الساحة واجهت حشـدا هائلا من آلاف الأحذية، تبرعت بها جمعيات ونشطاء ومشاهير، وترمز إلى الخطوات التي كان ينبغي أن يخطوها الفرنسيون المتظاهرون.


مون يتفاعل

شاركت في المبادرة بعض الشخصيات المعروفة، حيث كان من الممكن العثور على أحذية كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبابا الفاتيكان البابا فرنسيس، وغيرهم من الوجوه التي تبرعت دعما للحملة.

ورغم أن الفرنسيين لم يستيقظوا من صدمة العمل الإرهابي الأخير حتى الآن، إلا أن مواضيع مثل المناخ لا يمكن أن تكون خارج دائرة اهتمامهم. وقال الطبيب المتقاعد جورج لو ماريك: إن الفرنسيين مصممون على الحياة، وإيجاد الظروف المناسبة رغم آفة الإرهاب.




إجراءات مشددة

الصحفية ماري جان كلود، ثمنت المبادرة، متمنية أن تصدر عن القمة نتائج إيجابية، معتبرة أن الاحتجاج بالأحذية هو صرخة الفرنسيين في وجه الظلام، ومؤكدة أن العالم ليس بحاجة إلى مكافحة الاحتباس الحراري فحسب بل هناك الكثير من القضايا الساخنة التي تحتاج إلى حلول. ومع الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت قبل يوم من قمة المناخ، ومنع استخدام السيارات في شوارع باريس، فتحت الحكومة الفرنسية وسائل النقل العام مجانا، إلا أن الحركة كانت شبه معدومة صباحا، ثم ما لبثت حتى تحسنت في المساء.