"قضيتي ليست العمارة التراثية لذاتها، وإنما بالتراث بوصفه سبيلا لتعزيز المواطنة والاعتزاز بالوطن وتاريخه"، بهذه العبارة أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان على أهمية الاهتمام بالتراث الوطني للمملكة، مضيفا أن ما تشهده مناطق المملكة من مبادرات وفعاليات ومؤتمرات يثبث أن التراث الوطني الذي يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، ومن خلال ما أصدرته الدولة من أنظمة وقرارات وتأسيس شركات تراثية، قد انطلق إلى مرحلة جديدة عنوانها اقتصاد التراث.

وأعرب الأمير سلطان عن سعادته بأن أصبح التراث الوطني قضية أساسية في الجامعات والتعليم والأجيال الناشئة، ونحن نرى الفائزين بهذه الجوائز ومشاريعهم المميزة، فهم سيكونون عماد مستقبل التراث الوطني، ويسعدنا أن تكون الجائزة في منطقة القصيم التي أصبحت علامة فارقة في مجال التراث العمراني.

جاء ذلك بعد أن شهد أمس، بحضور أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود حفل إعلان وتسليم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني للطلاب للدورة السادسة "السنة الأولى"، الذي تنظمه مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع جامعة القصيم وذلك في مقر الجامعة، بالتزامن مع فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الخامس بمنطقة القصيم.


الاستثمار السياحي في التراث الوطني

كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان عن توجّه الهيئة تنفيذ نظام تمديد المدد الإيجارية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وسيكون أحد المحفزات الرئيسة للاستثمار السياحي، مؤكدا على أهمية أن تكون القصيم وجهة سياحية رئيسة متكاملة وهي مؤهلة لذلك لما تتمتع به من مقومات. وأضاف "نعمل كشركاء للمستثمر والمستهلك وذهبنا للخطوة الأهم من خلال تأسيس جمعيات مهنية للمستثمرين في المجالات السياحية ونريد من المستثمرين أن يكونوا شركاء حقيقين في تنمية السياحة الوطنية".

وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز التقى بحضور أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، في نزل الملفى بعنيزة عددا من رجال الأعمال والمستثمرين في منطقة القصيم وذلك ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الخامس.

وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في كلمته أمام رجال الأعمال على مبادرات ودعم رجال الأعمال في منطقة القصيم لمشاريع ترميم وتأهيل المواقع التراثية في المنطقة، مؤكدا بأن منطقة القصيم تميزت بتجربتها السياحية والتراثية الناجحة بدعم ومتابعة من أمير المنطقة، وإسهام رجال الأعمال بالتضامن مع المسؤولين والمجتمعات المحلية.

وأكد الأمير سلطان بأن المملكة تشهد عصرا جديدا لاقتصاد التراث الوطني وفق الشعار الذي تبنته الهيئة "التراث الوطني من الاندثار إلى الازدهار"، وبدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين، انطلاقا مما يحققه الاستثمار في صناعة التراث من قيمة وطنية واقتصادية مضافة وإسهام في تعزيز قيم الهوية الوطنية وتوفير فرص الاستثمار والعمل.

مبينا بأن اختيار منطقة القصيم لملتقى التراث العمراني الخامس جاء لتميز إنجازات المنطقة في مجالي السياحة الوطنية والتراث الوطني. وقال: "أهل القصيم معروفون بجديتهم وتفانيهم وإخلاصهم لوطنهم وخبرتهم العملية في التجارة وتطوير الاقتصاد".

وأشار إلى أهمية الاستثمار في مواقع التراث العمراني. وقال: نريد أن يتحول التراث إلى صناعة اقتصادية مثلما تحولت السياحة وقطاعات أخرى إلى صناعة"، مشيرا إلى أن الهيئة سوف تقدم إلى  الدولة دراسة أعدتها مع منظمات دولية عن دور التراث في توفير فرص العمل، وأكد على دور قطاع السياحة والتراث الوطني في توفير فرص العمل.

وجرى خلال اللقاء مناقشة عدد من المواضيع المتعلقة في الاستثمار في قطاعات السياحة والتراث الوطني، وتمت التوصية بتشكيل اللجنة الاستطلاعية لدراسة تأسيس كيان استثماري للسياحة والتراث في منطقة القصيم.


مبادرات جامعة القصيم

• الإعلان عن جائزة الأمير سلطان بن سلمان للإبداع العمراني من خلال قسم العمارة والتخطيط

• بدء القبول بدرجة الماجستير في العمارة والتراث العمراني

• إقامة مركز للتراث بمبنى تراثي في الجامعة