أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن بلاده تدعم "حق تركيا في الدفاع عن نفسها"، وذلك في إشارة إلى حادث إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية "سوخوي 24"، بالقرب من الحدود التركية - السورية، الأسبوع الماضي.

وأضاف أوباما في تصريحات صحفية، عقب لقائه بالرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في السفارة الأميركية بباريس، أمس، أن تركيا حليف هام لحلف "الناتو"، مشيرًا إلى أنهم ناقشوا، خلال اللقاء كيفية تخفيف حدة التوتر بين روسيا وتركيا.

وقال الرئيس الأميركي إن "هدفنا مع قوات التحالف الدولي هو محاربة تنظيم داعش الذي يُعد عدونا المشترك، وتركيا تقدم دعمها دائما في هذا الشأن".

ومن جانبه، أوضح الرئيس إردوغان أن اللقاء بالرئيس أوباما تضمن تقييم التطورات الأخيرة بين تركيا وروسيا، و"ما يهمنا هو كيفية الوصول إلى نتيجة حيال الأزمة بالوسائل الدبلوماسية والحوار، سيما أن توترات المنطقة تحزننا أيضا"، موضحا أن الموضوع الرئيسي للقاء تمحور حول مواجهة تنظيم داعش.

التصرف بحكمة وصبر

وفي سياق متصل، أكد الرئيس التركي في تصريحات إعلامية على هامش قمة المناخ في باريس حيث فشلت محاولات لجمعه مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، إن حكومته ستتصرف "بصبر لا بعاطفة" قبل اتخاذ أي إجراءات ردا على قرار روسيا فرض عقوبات على تركيا.

وحول سؤال عن إمكانية رد تركيا بعقوبات من جانبها ضد روسيا، قال إردوغان "دعونا نتركهم يستخدمون ما لديهم من أوراق إن شاءوا وبعدها إذا كانت لدينا أوراق فسنستخدمها أيضا"، لافتا إلى أن تركيا تعمل لضمان ألا تتمزق العلاقات بالكامل مع روسيا المورد الرئيس للطاقة إلى بلاده، ووصف موسكو بأنها "شريك استراتيجي".

ورفض إردوغان مزاعم الرئيس الروسي بأن تركيا تشتري النفط من تنظيم داعش ووصفها بأنها "غير مقبولة ولا أخلاقية" وطالب الجانب الروسي بعرض وثائق تثبت هذا الاتهام.

جنود ألمان بالمنطقة

وافقت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، على خطط الانضمام إلى الحملة العسكرية على تنظيم داعش في سورية في خطوة كبيرة للبلاد التي تجنبت لوقت طويل لعب أي دور مباشر في النزاع.

جاء ذلك استجابة لطلب من فرنسا بعد هجمات 13 من نوفمبر الماضي، حيث وافقت الحكومة الألمانية على إرسال طائرات استطلاع من طراز تورنادو وطائرات تزويد بالوقود وفرقاطة لحماية حاملة طائرات فرنسية وما يصل إلى 1200 جندي إلى المنطقة.

وأشارت رسالة من وزارتي الخارجية والدفاع إلى أن نشر الجنود يهدف إلى منع تنظيم داعش من تنفيذ "أعمال إرهابية" ودعم فرنسا وغيرها من الشركاء في قتالهم التنظيم المتشدد الذي سيطر على أراض واسعة في العراق وسورية.

قصف ريف اللاذقية

إلى ذلك، شنت مقاتلات روسية، أمس، غارات جوية على جبلي التركمان والأكراد بريف محافظة اللاذقية شمال غربي سورية، فيما أفادت مصادر محلية بمقتل 7 من تركمان سورية، في مواجهات مع قوات نظام بشار الأسد، المدعومة من القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني.

ومن جانبها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس، إنها وثقت مقتل 1481 شخصا في سورية، خلال نوفمبر الماضي، على يد الجهات الرئيسة الفاعلة في سورية، مشيرة إلى أن "90 % ممن قضوا على يد النظام هم من المدنيين".