لقد تابعت تصريح معالي وزير العمل معالي الأستاذ مفرج الحقباني عبر اتصال هاتفي أجري معه عقب صدور الموافقة السامية بإنشاء الهيئة الجديدة لتوفير فرص العمل أمام الشباب، ومكافحة البطالة، وعندها لمست أن عدة وزارات مشتركة وجهات عدة سوف تكون أمامها مسؤولية عظيمة لتذليل الصعاب أمام قيام هذه الهيئة بدورها المنوط بها بشكل حازم، إذ إن الجهات التي سوف تكون أذرعة للهيئة مختلفة ومتعددة يأتي في مقدمتها الرافد الأساسي وهو القطاع الخاص الذي تتوافر لديه الوظائف ومسمياتها ومدى مصداقيتها مع مخططي القرار وتنفيذه حتى يحقق مطلب الدولة في سرعة تنفيذ هذه الهيئة والقيام بعملها على الوجه الأكمل.

وكذلك هناك عامل مهم تتولاه أيضا جهة مهمة وهي وزارة التخطيط، الجهة التي تقدم أرشيفا وأرقاما لأعداد البطالة في المجتمع بالتعاون مع مصلحة الإحصاءات العامة التي تكمن لديها المعلومات عن التعداد السكاني وتوزيعه جغرافيا على مناطق المملكة، كما تناول ذلك نص الأمر الكريم الصادر بشمولية الهيئة أبناء المملكة على حد سواء دون تمييز، ومصلحة الإحصاءات وقطاع التخطيط تناط بهما مهمة كبيرة في تقديم المعلومة أمام هذه اللجان التي سوف تعمل ليلا ونهارا مع صندوق الموارد البشرية والمخططين لسوق العمل من قبل وزارة العمل، الوزارة النشطة التي يقول وزيرها في هذا التصريح إنه متأكد إذا تلاقت الأفكار وبذلت الجهود من الجهات المعنية، ويقصد بها الجهات التي تعطي المعلومة وتتكامل مع أخواتها في مصالح الدولة الأخرى مثل وزارة المالية والخدمة المدنية والمعاهد المهنية والتقنية، وإذا كشفت عن معلوماتها أمام صانعي القرار في هذه الهيئة واللجان المنبثقة عنها، سوف تسهل عملية تطبيق قراراتها وحصر أعداد البطالة والبحث عن كيفية تسكين الوظائف وفق تخصصات سوق العمل الذي تراقبه وزارة العمل ووزارة التجارة، وبعض الجهات الرقابية الجادة في الخروج بحلول مشكلة البطالة، وهذا ما تحرص عليه الدولة بالتأكيد حرصا منها على توفير فرص العمل والرفع بمستوى الدخول للأفراد في المجتمع.

إنني متأكد أن النوايا صادقة وجهود الرجال مخلصة وتحتاج إلى تكاتف ومكاشفة، لحاجة الشباب إلى العمل وكيف يمكن صياغة أو توليد الوظائف التي تناسب هذا الجيل الذي يفوق ما نسبته أكثر من 65% وفق الإحصائيات التي تناقلتها وسائل الإعلام، وهذا الجيل بلا شك ينتظر من هذه الهيئة الوليدة تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم يشاركهم في ذلك جيل المبتعثين الذين بدأت طلائعهم تصل إلى المملكة بعد إكمال الدراسة وفي تخصصات نادرة يحتاجها سوق العمل اليوم، إذاً، نحن أمام مسؤولية مشتركة لكافة قطاعات الدولة ومعها القطاع الخاص بأن تحقق إصرار القيادة على تجاوز البطالة بالصورة التي صدر بها تنظيم الهيئة العامة لتوليد الوظائف ومكافحة البطالة، حتى يسعد المواطن الذي يحرص قائد هذه البلاد على أن ينعم برغد العيش والرفاهية ومكافحة البطالة في أقرب وقت بإذن الله.