سالم سليم الثقفي
يعيش الوطن حاليا أجواء ماتعة، غيث وأمطار ونسائم هواء باردة ننعم بها بفصل شتاء ماطر ممتع والكل يدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلها أمطار خير.
المواطنون رغم فرحهم الغامر بهذه الأجواء إلا أنهم بذات الوقت يشعرون بغصة تكدر عليهم هذه الفرحة، ألا وهي حال شوارعنا، فلا تخلو مدينة من مدن المملكة مرت عليها سحائب الرحمة إلا وهي تنعى بعضا من المواطنين راحوا ضحية هذا السوء في تصريف مياه الأمطار، رغم كل ما صرف عليها.
مشيئة الله أرادت أن تكشف واقع سوء التخطيط من قبل الأمانات، حيث شاهدنا كارثة جدة تعم أكثر من مدينة داخل الوطن، وكل ذلك بسبب الإهمال وانتشار الفساد "العملي" في الجهات المسؤولة عن هذه الكوارث، وهذا يعود إلى سوء الإدارة في بعض القطاعات التنفيذية والمجاملة والمحسوبية، فمجاملة موظف أو مقاول سيعني مستقبلا كارثة لأبناء الوطن وهدر الملايين من الريالات. لقد انتشر مقطع الأسرة التي جرفها السيل بالمدينة المنورة ولا أعلم مصيرها، ولكن حادثة مفزعة كهذه -رغم أن هناك أخطاء مرتكبة من بعض المواطنين ممن يتعرضون للغرق أو للحوادث- فإن الخطأ الأكبر هو عدم كشف مواقع السيول وقت هطول الأمطار والعمل على تلافيها بالكباري والجسور، أو وضع نقاط لمنع وصول الناس إليها وقت الأمطار، فلماذا ننتظر الكارثة لنتحرك لردمها أو معالجتها بما يستلزم، ألا يعتبر هذا إهمالا يجب محاسبة المسؤولين عنه بشكل سريع؟!
قد يكون من ضمن الحلول أيضا البحث في أسلوب التخصيص لمثل هذه المشاكل، وأقول التخصيص ليس التجاري المتبادل، ولكن بأسلوب منح هذه الملايين لشركات معينة وجعلها مسؤولة عن العملية برمتها إنشاءً وصيانة، وأيضا تضخيم العقوبات عليها في حال أي إخفاق لتتحمل المسؤولية في حدوثه.