كان العام الماضي بالنسبة لكثير من الأميركيين المسلمين الأكثر صعوبة في الذاكرة الحديثة، حتى إن البعض قارنه بالمُناخ الذي ساد بعد هجمات 11 سبتمبر.

كان بالتأكيد العام الأكثر صعوبة لفارس بركات، بعد قتل شقيقه وزوجته وشقيقتها في فبراير الماضي في هجوم بولاية نورث كارولينا، يعده كثير من المسلمين المثال الأبرز على العنف المعادي للمسلمين هذا العام. بركات الذي يرى أن عدو المسلمين ليس الأفراد ولكنه الجهل.

إن الإسلام بشكل عام، بالنسبة لعدد كبير من الأميركيين، يتم تصويره على أنه "عنصر خارجي خطير"، ومرتبط بشدة بالجماعات المتطرفة مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، أو بالهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون بدءا من أحداث 11 سبتمبر وحتى الهجوم على صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية أوائل هذا العام. وإلى جانب الكثافة السياسية لموسم الانتخابات الرئاسية، أدى هذا إلى ما يصفه البعض بأنه مُناخ غير مسبوق من التعصب العلني، والتنامي المطرد في الحوادث في بعض أنحاء أميركا.

تقول مديحة الحسين، الناشطة في منظمة للدفاع عن المسلمين بكاليفورنيا، والتي تتعقب الحوادث المعادية لهم وأعمال العنف والترهيب ضدهم، إنها تعمل منذ ثلاث سنوات مع المنظمة، لكن عدد الحوادث التي ترصدها والمُناخ العام في البلاد أكثر مما رأت من قبل، وهناك حديث عن أن الوضع أسوأ حتى مما كان بعد أحداث 11 سبتمبر.

المرشحان المحتملان عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وبن كارسون انتقدا الإسلام، وقال كارسون: إنه لن يصوت أبدا لرئيس مسلم ما لم يكن راغبا في رفض عقيدة الإسلام!، وفي الشهر الماضي تم اعتقال صبيّ مسلم لأنه ذهب إلى مدرسته بساعة منزلية الصنع.

وفي الأسبوع الماضي، حاولت جماعة من المحتجين المعادين للمسلمين تنظيم سلسلة من الاحتجاجات المسلحة أمام المساجد والمراكز الإسلامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكان هناك حدث مماثل في مايو الماضي لم يجذب سوى مئات عدة من المحتجين المسلحين أمام أحد المراكز الإسلامية.

المدير القانوني لمنظمة الدفاع عن المسلمين في أوكلاند بكاليفورنيا، جلين كاتون، يرى إنه وقت مخيف للغاية للمسلمين في أميركا، أكثر من أي وقت آخر. ولكن، على الرغم من هذا العام الصعب، فإن هناك بارقة أمل تشير إلى أن المسلمين يتم قبولهم جزءا لا يتجزأ من التجربة الأميركية.