قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي: إن مؤسسة الفكر العربي، وعلى رأسها الأمير خالد الفيصل، تعد من المؤسسات التي ربطتنا بها عرى وثيقة، في المسعى من أجل تطوير منظومة العمل العربي المشترك. ذلك أن هذه المؤسسة انشغلت منذ تأسيسها بإيجاد مناخ جديد للحوار بين القوى الحية في المجتمع العربي. وهو حوار يقوم على التفاعل بين مختلف التيارات والمدارس الفكرية، حوار خصب، تحدد مساراته أولوية تحقيق المصالح العربية والانحياز للإنسان العربي ولهويته وثقافته ومناصرة قضاياه، وقبل هذا وذاك، رفاهه الإنساني وتقدمه وارتياده لآفاق المستقبل باقتدار.
وأضاف: حرصت جامعة الدول العربية على تعزيز التعاون مع مؤسسة الفكر العربي، لكونها قادرة على إبراز القضايا الكبرى التي تهم الشأن العربي، ووضع أفكار ورؤى من خلال عملها البحثي الذي يتسم بالواقعية والفاعلية. هكذا، يمكن من خلال ترجمة الأفكار والرؤى، وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي ترسي دعائم التعاون العربي، ولذلك نحن حريصون على استمرار التعاون مع مؤسسة الفكر العربي، لأنها قادرة على الإسهام الجاد، في مسيرة تطوير العمل العربي المشترك.
ومنذ نشأة جامعة الدول العربية قبل سبعين عاما، ما زال الهاجس الأساسي لمؤسسيها وقادتها، يتمثل في كيفية إيجاد نظم وآليات تتيح أكبر قدر ممكن من التعاون العربي في المجالات المختلفة، بما يخلق مصالح مشتركة بين البلدان العربية لا يمكن فصم عراها، ويجعل الاتحاد والتكامل العربي حقيقة ماثلة. هذا الانشغال بقضايا توثيق الصلات بين الدول العربية، شعوبا وحكومات، بقي يمثل حيزا واسعا في عمل جامعة الدول العربية، وذلك وفقا لما نصت المادة الثانية من ميثاقها التي تقول: "الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها". خلال سعي الجامعة المستمر لتطوير عملها وتحسين أدائها، اعتمدت على توسيع قاعدة شراكاتها مع مختلف ألوان الطيف في المجتمعات العربية، بما يشمل مؤسسات ومفكرين وباحثين وناشطين، للاستعانة بفكرهم وخبراتهم ورؤاهم، ولكونهم أيضا مشغولين بالمصير العربي.