تجمع الأوساط الكروية السعودية على حقيقة مؤداها أنه لم يسبق أن لقيت مشاركة خارجية لفرق كروية سعودية كالتي حظي بها الهلال والشباب في دوري أبطال آسيا لهذا العام, فالوقفة كانت من نجران إلى الجوف على صعيد الجماهير, واكتست كل صفحات الجرائد السعودية شعارات وصور ولقاءات وتصاريح مع جميع أركان الفعل بالناديين العريقين, وحظيا كذلك بدعم مادي طيب من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بلغ مليوني ريال، وكذلك التغطية التلفزيونية كانت غير مسبوقة وعلى مدار الساعة لمتابعات وتغطيات جاءت أولاً بأول لما يدور داخل وخارج أسوارهما, في عمل مهني راق ومميز وقف وراءه المشرف العام على القناة الرياضية السعودية الأمير تركي بن سلطان.
كل هذا كان فقط للشباب والهلال هذه المرة على أمل أن ينعكس ذلك إيجاباً ويشكل حافزاً منشطاً للاعبي الفريق لتقديم هذه البطولة العصية على الفريق منذ سنوات كانا قاب قوسين أو أدنى, في وقت استطاعت الحصول على الفرصة المونديالية وهي لا تتفوق فنياً أو أدائيا على الهلال أو الشباب, لكن يقولون الدنيا حظوظ.
مما يؤسف له أن الفريقين لم يظهرا بشيء يمكن ذكره, بل كان الأداء الباهت من جل عناصرهما هو الشعار والعنوان للمباريات الأربع, وأشد مرارة بالتأكيد هي للهلال الذي تلقى خسارتين ليستا على البال ولا على الخاطر عطفاً على إمكاناته وقدراته ورصيده مقارنة بنظيره الإيراني، فمن كان يعتقد خسارة الهلال على الأقل على أرضه وبين جماهيره بالرياض في تظاهرة جماهيرية نادرة الحدوث في الملاعب الآسيوية وليس السعودية وحسب.
اللاعب الهلالي خرج بشكل غير محبب للنفس لأي متابع سعودي وأكثر غصة ومرارة بالتأكيد لجماهيره التي زحفت منذ عصر اليوم الكئيب لتشاهد مباراة من العيار الثقيل كونها مفصلية في تاريخه قارياً في ظل رغبة جامحة للوصول لنهائيات بطولة أندية العالم في نسختها الثانية التي تستضيفها أبو ظبي, لكن هذا تبخر في لحظة لم تكن في خلد أي متشائم من الهلاليين أو المراقبين الكرويين, والإجماع صب جام غضبه ولومه على عناصر إيريك جيريتس, فهم الوحيدون الذين حولوا حلماً في المتناول إلى (عقدة) باتت تتردد على كل لسان وعلى كل عمود صحفي.. إنهم جميعهم ملامون, ولم يقدروا التضحيات والتسهيلات والتحضيرات الإدارية بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي قدم ما لم يقدمه رئيس سابق في تاريخ الزعيم, والجهازان الفني والإداري هما الآخران سعيا إلى تذليل كافة العقبات الفنية والميدانية، ومنحاهم كل المعلومات والتوجيهات تجاه خصم ليس سهلا.
على الجانب الآخر, ينسحب ما ذكرناه على لاعبي الهلال على لاعبي الشباب الذين منحوا الفريق الكوري الجنوبي الضوء الأخضر للعبور للنهائي الآسيوي من الرياض على الرغم من الفوز برباعية لكنها كانت (مضروبة بثلاثة) جعلت منها نتيجة أشبه بالخسارة في عرف لقاءات الذهاب والإياب وبالفارق التهديفي، فكان الخروج من كوريا ليس صدمة بصراحة للمشجع الشبابي والسعودي عامة حيث لم تقدم العناصر الشبابية العطاء الذي يمنحها حق اللعب على النهائي. لقد رددت الجماهير المحبطة بعد مباراتي الفريقين عبارة شعبية لطالما تأتي على لسان عفوي (العفو منتوب كفو), بمعنى أنكم يا لاعبي الفريقين لم تكونوا على مقدار الثقة الجماهيرية والرسمية التي صاحبت مبارياتكما وظلت تتابع الأحداث أولاً بأول من أجل حضور سعودي على النهائي ومن ثم حضور مميز في أبو ظبي.. حسافة على ما قدمه اللاعبون من عطاء باهت ومخجل في اللقاءات الأربعة ليخرجوا الكرة السعودية من فرصة كانت متاحة.. لكن هيهات!!