أكد رئيس طائفة التشاليح والحديد السكراب في محافظة جدة عبدالله بداح السفري، أن سوق التشليح والسكراب فقدت نحو 70% من قيمتها أخيرا، وأن هناك عوامل عدة وراء هذا الهبوط الكبير جاء في مقدمتها الطفرة الكبيرة التي شهدتها المملكة خلال العقد الأخير، وأسهمت في توفير السيارات وقطع غيارها بشكل كبير وبأسعار معقولة للغالبية، وكذلك التنظيم الجديد لسوق العمل، والعمالة الوافدة التي أدت إلى خروج كثير من العمالة المدربة من السوق، وكذلك بعض الإجراءات التي اتخذتها جهات حكومية لنقل التشاليح من مقراتها إلى خارج المدن، ما صعب الوصول إليها.


انهيار حجم الأعمال


بين السفري أن السوق بدأت تشهد انهيارا في حجم الأعمال التي تقوم عليها سوق التشاليح والسكراب والخردة بعد أن شهدت السوق ارتفاعات كبيرة خلال السنوات الـ20 الماضية، قفز معها حجم التعامل في السوق إلى نحو المليار ريال، مشيرا إلى أن الوافدين نالوا حصة كبيرة من حجم العمالة التي تعمل وتدير السوق في ظل غياب العمالة السعودية المدربة أو التي ترضى العمل في هذا المجال.


تدهور الأرباح


كشف رئيس الطائفة عن أنه في الآونة الأخيرة شهدت السوق انخفاضا كبيرا في العمل بدأ تدريجيا حتى وصل إلى نحو 70% من حجم العمل في سوق التشاليح والسكراب، وبين أن عددا من المصانع في ينبع أقفلت أبوابها بعد تدهور العمل والأرباح، وكذلك انخفض عدد العمالة من 400 عامل إلى نحو 70 عاملا في مصانع أخرى.

وعزا السفري ذلك إلى العروض الكبيرة التي تطرحها الشركات لتملك السيارات الجديدة وبأقساط ميسرة مكنت العديد من الناس من تملك سيارات جديدة لا تحتاج إلى سوق التشليح، وكذلك نقص العمالة المدربة بعد أن أسهمت فترة التصحيح في تقليص العمالة التي كان عدد كبير منها من المخالفين، وأخرجتهم من السوق، وأصبح العاملون فقط ممن يملكون تراخيص لمحالهم.


نقل الورش خارج المدن


وبين أن نقل ورش التشليح ومستودعات عرضها إلى خارج المدن أسهم كذلك في انخفاض العمل في هذا السوق، نظرا لبعد المواقع الجديدة عن النطاق العمراني، ما يصعب الوصول إليها.

يذكر أن ديوان المظالم كان أصدر أخيرا حكما بقبول التعويض المادي لملاك تشاليح السيارات في بريمان بمحافظة جدة، عن الضرر الذي لحق بهم نتيجة الإخلاء المفاجئ، على أن يكون التعويض عن كل متر حسب الموقع، والذي يحدد من قبل اللجنة العقارية التابعة لأمانة جدة.

وكانت مجموعة من المتضررين تقدموا كل على حدة إلى ديوان المظالم بشكوى فردية، إلى أن وصل العدد إلى 100 مشتك، من أصل 300 متضرر من ملاك محال التشليح في بريمان.

 


مخطط جديد للتشليح


وكان قد صدر توجيه سابق من محافظ جدة للأمانة بأن يتم توفير مخطط جديد للتشاليح، بديلا من مكان تشليح بريمان السابق بحسب التوجيهات، وجاء مخطّط أبوجعالة ضمن الخيارات المطروحة لأمانة جدة، ولكنه يحتاج إلى دراسة وإعداد ميزانية ليتم اعتماده من الجهات المتخصصة.

وفي وقت سابق أشعرت الأمانة الملاك بإخلاء المواقع التي يمارسون فيها أعمالهم شرقي جسر بريمان، حفاظا على الصحة العامة ولكون بقاء التشليح في موقعه ليس ضرورة حتمية وأن جميع التشاليح والمناطق الصناعية ستكون خارج النطاق العمراني للمدينة حفاظا على البيئة، وتم بالفعل الإخلاء بناء على الأوامر الصادرة، على أن يتم تعويضهم.