قال الشاعر قاسم المقبل إنه لا أحد يجادل حاليا في شرعية قصيدة النثر، فلقد أخذت مكانتها وترسخت في الذاكرة الثقافية والشعرية إلا من يريد أن يعيد ذاك الجدل العقيم ليعيش في غياهب ستينات القرن الماضي وما بعدها. وتابع المقبل وهو يتحدث إلى "الوطن" على هامش الأمسية التي نظمها بيت الشعر في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام أول من أمس، بالتعاون مع منتدى الغدير الثقافي، وأدارها الشاعر شفيق العبادي: الشعر سيبقى شعرا والرهان دائما على اللغة وما تحمله من جمال وطزاجة ومخزون وتجربة سواء أكانت لغة شعبية أو غيرها. المقبل الذي وقع خلال الأمسية ديوانه "فاصلة لمجاز آخر" قرأ في الأمسية من الديوان (محاولة/ أقلَّ كثيراً/ فاصلة لمجاز آخر/ بوصلة/ لوعة على قمر بغداد/ نبيذ المجازات)، ومن خارج الديوان (الغامض/ قريب/ القشعريرة/ هو، هي).

وتحدث عضو منتدى الغدير محسن الشبركة ذاكرا أن المنتدى تأسس في الثمانينات التي ارتبطت بحكاية الحداثة والشعر الجديد والنقاش الصاخب حول الغموض والرمز. وعن تجربة الشاعر المقبل في ديوانه "فاصلة لمجاز آخر"، قال الشبركة: تجربته امتدت لأكثر من 20 عاما، أتاحت له عبر مروره بمراحل عدة أن يجرب أشكالا عدة من القول الشعري، وأن يطور لغته ويصقلها ويعمق رؤيته، ولهذا يشكل الديوان بقصائده الـ17 لونا من شعره المتعدد، تتسم لغته بالسهولة وترتفع عن المباشرة، لا تغادر البساطة في المفردة والتركيب، ولكنها تغور في العمق في الرؤية والمجاز، وتدور معظم قصائده في فضاءات أربعة أو لنقل في أربعة حقول دلالية لكل منها معجمها اللغوي.