أشار (جورج برناردشو) ذات مرة إلى فكرة رددها الأخوان كنيدي حتى اشتهرت في الستينات من القرن العشرين وهي: "البعض ينظر إلى الأشياء الكائنة بالفعل ويتساءلون لماذا؟ بينما يحكم البعض بأشياء يمكن أن تتحقق ويتساءلون لم لا"؟ فلم لا ننهض بتعليمنا..؟

تاريخ التقدم البشري لا يعدو أن يكون حركة جدلية بين طرح المشكلات التي تدور في مجتمعاتنا والبحث عن الحلول الملائمة لها ليتحقق حلها من خلال اندماج الإنسان مع الأطروحات والحلول، فيرتقي بذلك في حركة صاعدة حتى يواكب التطور المعرفي السريع الذي يشاهده الجميع في جميع مجالات الحياة.

ولكن لن يتم ذلك إلا إذا تم إعمال عقل الإنسان مع جسده، وهذا الأمر الآنف للذكر هو ما تقوم عليه سياسة التعليم في الوقت الراهن، من خلال تركيزها على الطالب الذي يعتبر المحور الأساسي للعملية التعليمية وتسعى إلى تمكين الطالب ليكون مشاركا نشطا داخل النشاط التعليمي، وذلك من خلال مساعدته من قبل معلميه على فرض الفروض وطرح الأسئلة والبحث والقراءة والتجريب بحيث يكون دور المعلم موجها له فقط.

وهنا يبرز دور المشرف التربوي في تقديم جميع الخدمات، لا سيما أنه يعد من الركائز الأساسية في سير العملية التعليمية، سواء فيما يخدم إخواننا المعلمين أو سير المناهج أو يخدم أبناءنا الطلاب ومتابعة تنفيذ البرامج ومساعدة منفذيها في حال لزم الأمر، من خلال زيادة فاعلية التعليم، وخلق الجو اللازم لتحقيق الأهداف المنشودة.

ويتم ذلك من خلال عدة أمور يقوم بها المشرف التربوي خلال زياراته الميدانية، حيث يقوم بعقد اجتماع في مطلع كل فصل دراسي، يهدف إلى إثارة انتباه المعلمين للجوانب المهمة في المنهج، والتي من الممكن تحقيقها من خلال:

1- تنمية وتدريب الطلاب على مهارات التفكير العليا.

2- تطبيق الاستراتيجيات الحديثة في عملية التدريس وتدريب الطلاب عليها وتفعيلها داخل حجرة الدراسة.

3- تحديد الوحدات في المنهج والاستراتيجيات التي تناسب كل وحدة من حيث العمر العقلي والزمني للطلاب.

4- التأكيد على أهمية الاتصال اللفظي وغير اللفظي بين المعلم والطالب.

كل ما سبق إذا أحسن المعلم توظيفه واستخدامه فإنه يسهم في ابتعاد المعلم من نقل المعلومة وتوصيلها إلى مساعدة الطالب في توليد المعلومة واستعمالها، فيستطيع بذلك استخدام المعرفة وتطبيقها وإعمال العقل والتدبر في خلق الله والتبصر بحقائق الوجود لأنها وسائل الإنسان من أجل اكتشاف سنن الكون ونواميس الطبيعة وفهمها.