مع تزايد أعداد السيارات في السوق السعودية، وبلوغها درجة يصعب التحكم في الحد من هذه الظاهرة التي أسهم في انتشارها السماح للعمالة بالقيادة، وغياب الأنظمة المرورية الرادعة لمن يقود سيارة متهالكة من هذه العمالة الوافدة التي تجعل من السعودية حقل تجارب، وفتح السوق على مصراعيه أمام وكلاء السيارات لإتخام السوق بالموديلات الحديثة، حتى أصبحت هناك مواقع للتشليح لبعض الموديلات حتى تلك التي لم ينته عمرها الافتراضي، وتراها بحالة جيدة في بعض دول الجوار لعشرات السنين.
ونحن، وبكل أسف، ما إن يمضي عام حتى يأتي شكل جديد وعام آخر بموديل جديد، والضحية جيوب الأسرة خاصة، وإن لم يكن لها دخل وإنما رزقهم على باب التقسيط، وهذا سبب آخر أربك المشهد القيادي في شوارعنا التي تعاني هي الأخرى مشكلة عدم الجودة في بعضها، نتيجة ما يطلق عليه بالنقل العام
والمترو وحافلات المستقل.
إن هذه المشكلة مع وجود قيادة جنونية يرتكبها، وبكل أسف، شبابنا المراهقون الذين لا يعرفون للطريق حرمته ولا للمارة احتراما، وتشاهد ميادين التفحيط وهواة السهر ولعبة الميادين، مع غض الطرف من الجهات التي تشرف على تنظيم المرور الذي اتسع عليه الخرق بكثرة السيارات، خصوصا مع هذا الجيل المراهق الذي فتح صوت الراديو على النهاية، ولعب بالجوال دون مراعاة النظام، وغياب الضمير حتى بدأنا نلمس ضحايا الحوادث في الطرقات والميادين وداخل الأحياء، دون رادع أو حياء يمنعه من القيادة الجنونية، ما يسبب قلقا للأسر وساكني الأحياء وتعطيلا للطريق.
وهذا ما نشاهده يوميا أمام المدارس وفي الميادين وعند الحدائق العامة، وإن هذا كله أربك مشهد المرور مع الأسف، إلى جانب ما ذكرته من تهالك للسيارات التي يقودها العامل المقيم، من دون رخص أو نظام يحترم سلامة المركبة، ومع تقديري للإدارة العامة للمرور وتطور أنظمتها، إلا أن الجهود ما زالت في حاجة إلى تكاتف الجميع من الوكلاء وتجار الموديلات وإصلاح الطرق المتصدعة حتى تسلم مراكب الناس ويطول عمرها كما هو حاصل في بعض الدول.
يؤسفني أن معالجة مشكلة القيادة المتهورة يقوم عليها أهل الأحياء، بوضع حواجز للطرق أو مطبات اصطناعية بجهود تشكر الأمانات عليها، وإن كانت غير نظامية كما أعرف ذلك، وإن المسؤولية كما أشرت مشتركة بين جهات عدة، عليها دراسة المشكلة والبحث عن حلول للحد من الأرواح التي تزهق في كل لحظة، والشواهد إن أردتها، غرف المستشفيات بالتأكيد تعطيك نتائج هذه القيادة التي يقف خلفها بعض الآباء وبعض الأمهات بدافع العاطفة والتخلص من إزعاج هؤلاء الشباب المتهور الذي ينقل إزعاجه إلى المجتمع بشكل أصبحنا نجني ثماره بكثرة الحوادث والوفيات، وفتح محال التشليح وإعطاء فرص التباري بين التجار والوكلاء لتوريد أفخر السيارات والموديلات، وتسليمها إلى عقول شباب لا يراعون قيمة مجتمع، ولا يحترمون المال الذي دُفع حتى تحصلوا عليها، ومن ثم حصول هذه النتائج المؤلمة للمجتمع كله، فمتى تعالج هذه المشكلة في مجتمع قارب الثلاثين مليونا.
إنني أنتظر من أهل الحل والمشورة وذات الاختصاص من مشاركة المرور والمدرسة والمجتمع، حتى نحصل على مجتمع آمن من خطورة الطريق.
أعان الله الجميع ووقانا شر هذه القيادة المتهورة، وانتبهوا إلى أبنائكم.