جددت المضادات التابعة للقوات المسلحة السعودية، في وقت مبكر فجر أمس، اعتراض صاروخ أطلق من داخل الأراضي اليمنية، قرب مركز تندحة التابع لمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير.

وأكد شهود عيان أن الصاروخ الذي أطلقته ميليشيات التمرد الحوثي لم يسفر عن وقوع أي إصابات بشرية أو مادية. بدوره، أكد مدير شرطة جازان رئيس اللجنة الأمنية للمنطقة اللواء ناصر الدويسي، في تصريحات إعلامية، أن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على أراضي السعودية، تعترضها الصواريخ المضادة التابعة للدفاع الجوي السعودي "باتريوت"، بكل دقة، وتفجرها قبل الوصول إلى أي هدف. مشيرا إلى أن الصواريخ التي أطلقت خلال الأيام الماضية كانت محل متابعة دقيقة من الدفاع الجوي منذ لحظة إطلاقها، ويتم اعتراضها عند نقاط محددة، غالبا ما تكون صحراوية، حتى تسقط الشظايا بعيدا عن السكان والممتلكات.

وأوضح الدويسي أن هناك فرقا أمنية مشتركة تباشر عملها فور اعتراض أي صاروخ، ومهمتها جمع شظايا الصاروخ، والكشف عن نوعيته ومحتوى مواده والتعامل معها.

 


انعدام الخيارات

أشار محللون يمنيون إلى أن ما تقوم به قوى التمرد والانقلاب هي مجرد محاولات "انتحارية"، الغرض منها تحقيق نصر إعلامي، وإثبات أنهم ما يزالون موجودون على مسرح الأحداث، وأنه لا يوجد احتمال لأن تحقق تلك العمليات أي مكاسب، نظرا لاعتراضها من الدفاعات الجوية التابعة للتحالف قبل وصولها إلى الأهداف.

وأضافوا أن إقدام الانقلابيين على القيام بعمليات محكوم عليها سلفا بالفشل، يؤكد أنه ليس بإمكانهم القيام بأي عمل آخر، وأن غاية ما يأملون فيه هو محاولة صرف الأنظار عن الخسائر الفادحة التي ظلوا يتكبدونها خلال الفترة الماضية على أيدي عناصر المقاومة التي فاجأتهم في محافظتي الجوف وصنعاء، إذ تمت استعادة الأولى بمنتهى السهولة، فيما باتت الثانية على مشارف التحرير، بعد أن اقترب منها عناصر المقاومة، في عملية سريعة لم تأخذ سوى أيام معدودة.

 


تصرفات طائشة

وأشار المحلل السياسي ناجي السامعي إلى أن ما تقترفه ميليشيات التمرد يحمل دلالات خطيرة، ستعود عليهم بنتائج عكسية، لا يتوقعونها، بسبب عدم درايتهم بأمور السياسة وضيق أفقهم، حسب قوله.

وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "محاولات القصف العشوائي التي يقوم بها الحوثيون تجاه مناطق مدنية داخل المملكة لن تمر مرور الكرام، ولن يقف العالم منها موقف المتفرج، فالقوانين الدولية تحرم قصف المدنيين، والمجتمع الدولي شديد الحساسية تجاه تلك الأعمال. لذلك أتوقع أن تتم إدانتها على أعلى المستويات".

وأضاف "كما هو معلوم، فإن القيام بعمل عسكري، لا يتوقع تحقيق أي نتائج من ورائه، هو عبث لا طائل منه، وهو مؤشر على قلة الخيارات في أيدي الانقلابيين، وانعدام قدرتهم على التصرف، ولن يحققوا من تلك المحاولات الفاشلة أي هدف سوى جلب الإدانات الدولية لمواقفهم السيئة".