فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، من جهة، وميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، من جهة أخرى، أكدت مصادر ميدانية استمرار معاناة المدنيين، الذين يشكون شح الأغذية والمواد الطبية، بسبب تعنت المتمردين الحوثيين، ورفضهم السماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الجهات المانحة، والمواد الطبية التابعة للمنظمات والهيئات العالمية.

وأشارت مصادر ميدانية من داخل المدينة إلى أن 17 من المتمردين لقوا حتفهم، وأصيب 34 آخرون، في مواجهات عنيفة مع الثوار، فيما استشهد أربعة من عناصر المقاومة وأصيب آخرون، في المواجهات التي دارت في منطقة حيفان، جنوب شرق المدينة.

وقال بيان للمقاومة، نشر على موقع الإنترنت إن الثوار أحبطوا هجوما للانقلابيين الذين كانوا يحاولون السيطرة على مواقع جديدة، إلا أن الثوار تصدوا لهم وأرغموهم على التراجع.

 


استمرار الأزمة الإنسانية

أكد المركز الإعلامي للمقاومة في بيان، استمرار الأزمة التي يعانيها سكان مدينة تعز، بسبب الشح الشديد في المواد الغذائية، للدرجة التي أطلقت فيها هيئات ومنظمات دولية تحذيرات من احتمال وقوع كارثة إنسانية.

وأضاف المركز أن مخزون الأغذية في المدينة شارف على الانتهاء، في ظل عدم وصول إمدادات، وكشف عن ارتفاع هائل في أسعار الغذاء، بسبب نقص المعروض، مما يعرض الشرائح الفقيرة في المجتمع إلى خطر الموت جوعا. وتابع إن المستشفيات على وشك إغلاق أبوابها بصورة تامة، بعد نفاد كافة الأدوية والمعينات الطبية، مشيرا إلى أن كثيرا من المرضى والجرحى يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة، لكن المستشفيات لا تستطيع القيام بها، بسبب عدم وجود مستلزمات تلك العمليات، وفي مقدمتها الأكسجين.

 


تواصل القصف

واصلت ميليشيات الحوثيين الانقلابية قصفها العشوائي على الأحياء السكنية في مدينة تعز. وأشار شهود عيان إلى أن المتمردين قصفوا، أمس، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة أحياء ثعبات والجمهوري والضباب، مما تسبب في سقوط بعض القتلى والجرحى وسط السكان، مشيرين إلى أن استهداف المدنيين يؤكد عدم اكتراث الميليشيات بالهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة. كما سقطت قذيفة هاون على أسوار مستشفى الثورة، مما أدى إلى إثارة الخوف والرعب وسط المرضى.

وتدخلت مقاتلات التحالف العربي لوقف القصف العشوائي، حيث استهدفت الأماكن التي تنطلق منها قذائف الميليشيات، وشنت عليها عدة غارات، أسفرت عن تدمير دبابتين، ومنصات إطلاق القذائف، ومدفع بي 50. وأكد شهود عيان وقوع انفجارات كبيرة في المواقع التي استهدفتها الطائرات العربية.