أكتب إليكم هذه الأسطر القلائل بحبر متجرعٍ بالأمل وبقلم متطلعٍ إلى مستقبل أجمل، أكتبها وكلي يقين بالله عز وجل أولاً ثم ثقة بوالدنا وقائد بلادنا الحكيم المهيب وبنائبه الصنديد العتيد، وكلي استبشار بعزائم أبناء بلادنا، أكتبها في آنٍ أعلنت فيه النوايا وعقدت العزائم لتحولٍ يصعد بنا للأفضل، تحولٍ يتماشى بمرونة مع متطلبات التغيير ويراعي مقتضيات التطوير.

فحينما أعلن عن ورشة عمل برنامج التحول الوطني قبيل عقدها بيومين في خبر لا يتجاوز السطرين تلهفت أقلام الإعلاميين لاستكشاف التفاصيل، وانتظرها المواطنون بشغف للتعرف على ماهية البرنامج ذي المسمى غير المعهود، وانطلقت الأقلام المتكررة في مواقع التواصل بتداول الإشاعات والتوقعات والتحليلات، لكني في كثير من الأحيان أتابعها من زاوية أخرى وأقرأها كأمنيات، فالطلاب يُشِيعون ما يحلمون به، والمعلمون يتوقعون ما ينتظرونه، وهكذا دواليك ..

فكما كان لأجدادنا أمنيات وأحلام تحققت بفضل الله ثم بسواعد رجالات الدولة منذ عهد المؤسس فلأبناء الحاضر أمنيات كذلك، وسيظل مصطلح الحلم في القاموس السعودي منبعاً لولادة الأفكار الخلاقة التي أسهمت في بناء بلادنا ونهضتها في وقت وجيز مقارنة بالدول الأخرى مع الأخذ بالاعتبار ما حققناه وما وصلنا إليه.

وبعد عقد ورشة العمل للبرنامج التي ضمت النخبة من كافة أطياف المجتمع ومن جميع القطاعات ومن مختلف الأعمار، وهنا أن أشيد بالزيادة الكبيرة في عدد المشاركين من الشبان والشابات، مما يبعث على تفاؤل كبير، فالانخراط الشبابي الكبير وغير المسبوق في الحضور والمشاركة بطرح الرؤى ومحاورة القيادات من كبار المسؤولين مباشرة وبأريحية كاملة كان إنصافاً يحسب للقائمين على البرنامج، إضافة إلى أن التحول لم يقم على استنساخ برامج مشابهة وتطبيقها دون مراعاة للاختلاف، بل تحول إسهام أبناء الوطن في تنشئته وصياغة أدق تفاصيله وبنائه على المتطلبات المهمة والاحتياجات الضرورية للمرحلة وفقاً لظروف البلاد ومناقشة كل البنود بدون تحفظ على طاولات النقاش المفتوح فكانت هنا "وطنية" هذا التحول، ومما زاد من تفاؤلي وإيماني بالبرنامج هو الإشراف المباشر من مهندس التحول الأمير محمد بن سلمان بصفته النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ورئيس المجلس الأعلى لشركة أرامكو التي تتيح له وبقوة تنفيذ أهداف البرنامج دون حيلولة الكثير من المصاعب، إضافة إلى أنه وبدون مجاملة أظهر وأثبت جدية بالغة للإصلاح نحو الأفضل.

نحن نعلم جيداً أن التحدي كبير والتغيير ليس باليسير، ولكن ثقتنا بقيادتنا كبيرة، وأتذكر جيداً حينما صدر قرار تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد ورئيساً لمجلس شؤون الاقتصاد والتنمية غردت في تويتر قائلاً: "أنت المستقبل الذي نعوّل عليه الكثير لأجيالنا"، فأعانكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير البلاد والعباد.