لا أعتقد أن هناك مرحلة "جاب العيد" فيها مسؤولون تنفيذيون أكثر من الحالية، وتحديداً أولئك المرتبطون بأجهزة خدمية ذات علاقة مباشرة بالمواطن. قدوم ذلك العيد في الغالب لا يحدث إلا برؤية أحد هلالين، إما بتصريح مستفز من مسؤول ما، أو تصرف غير لائق منه بحق أحد المراجعين!

لذا باتت الحاجة ملحة لوجود أمرين يرافقان أي مسؤول خدمي في مهامه الوظيفية، أولهما تقديمه "قاموساً" فيه ترجمة كاملة وواضحة لكلماته التي ينطق بها، والأمر الآخر إعطاؤه فور تسلم المنصب "كتالوجا" يحوي شرحاً وافياً للطريقة المثلى في كيفية تعامل المسؤول مع المواطن!

أما القاموس فمن المفترض أن يقدمه المسؤول للناس فور تعيينه في منصبه، محتوياً على المعاني الصريحة لعباراته التي سينطق بها أمام وسائل الإعلام، حتى يستوعب الناس ما يقوله بشكل صحيح ولا يساء فهمه، ثم يجد نفسه ضحية أحد "هاشتاقات تويتر"!

عندما يخلد "هاشتاق" اسم مسؤول ما بالطقطقة عليه، فلا ينفع حينها تبرير أنه "أسيء فهمه"، ولن يحميه من جلد المغردين مقولة أنه تم اجتزاء حديثه، أو أخرجت عباراته عن سياقها الصحيح. لأنه من غير المعقول أن يتفق كل أولئك الناس على الفهم الخاطئ لحديث المسؤول، إلا إن كانت لغته تختلف عن البقية، وهنا تظهر الحاجة إلى تصفح قاموسه الخاص والبحث عن دلالة ما يقوله!

أما "الكتالوج" له وظيفة مختلفة لا تقل أهمية عن "القاموس"، إذ سيكون مرجعاً لكل من يتم تعيينه في منصب قيادي، وسيجد فيه توضيحاً لما يتوجب عليه التصرف عند تعامله مع المواطنين، ويبين له بشكل مفصل ما يجوز وما لا يجوز!

كم من مسؤول أعفي من منصبه بسبب عبارة مسيئة نطق بها، وكم من آخر قضى من الوقت ما بين "سين" و"جيم" لجان التحقيق نتيجة تصرف فظ قام به تجاه مراجع.

النوايا وحدها لا تكفي، فالناس ليس لهم إلا الظاهر، ومقولة أن "المعنى في بطن..." ظفر بها الشعراء وراحت عليكم أيها المسؤولون. لذا لم يتبق إلا أن تشرعوا من الآن في كتابة قواميسكم ليفهم الناس ما تقولون، وتحفظوا الكتالوجات التي بين أيديكم عن ظهر قلب وتحذروا خرق بروتوكولاتها، إلا إن أردتم أن تكونوا حطب تويتر!